للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمقابر والشوارع!

أخزاه الله! أهي رواية تمثيلية يلصق الإعلان عنها في كل مكان؟ لو سمع لسمع المساجد والمقابر والشوارع تقول: أخزاه الله. . .!

المجلد الرابع

هذا الفاسق لا يركب إلا حماراً أشهب يسميه: (القمر)، وقد جعل نفسه محتسباً لغاية خبيثة؛ فهو يدور على حماره هذا في الأسواق ومعه عبد أسود، فمن وجده قد غش أمر الأسود فـ. . .! ووقف ينظر ويقول للناس: انظروا. . .! ومن غلبة الفسوق على نفسه وعلى شيعته أن داعيته (حمزة بن علي) نوه بالحمار في كتابه وأومأ إليه بالثناء، لخصال: منها أن. . .! وكتب حمزة هذا في بعض رسائله: أن ما يرتكبه أهل الفساد بجوار البساتين التي يمر بها (الفاسق) من المنكر والفحشاء - إنما يُرتكب في طاعته. . .!

هذه طبيعة كل حاكم فاسق ملحد، يرى في نفسه رذائله عريانة فلا يكون كلامه وعمله وفكره إلا فحشاً يتعرى؛ وإن في هذا الرجل غريزة فسق بهيمية متصلة بطور الحيوان الإنساني الأول؛ فما من ريب أن في جسمه خلية عصبية مهتاجة، ما زالت تسبح بالوراثة في دماء الأحياء، متلففة على خصائصها حتى استقرت في أعصاب هذا الفاسق، فانفجرت بكل تلك الخصائص

ولست أرى أكثر أعماله ترجع في مردها إلا إلى طغيان هذه الغريزة فيه؛ فهو يحاول هدم الإسلام، لأنه دين العفة، ودين صون المرأة، يلزمها حجاب عفها إبائها، ويمنعها الابتذال والخلاعة، ويعينها أن تتخلص ممن يشتهيها ولو كان الحاكم. . . إنه يمقت هذا الدين القوي كما يمقت اللص القانون؛ فهو دين يثقل على غريزته الفاسقة، ولكل غريزة في الإنسان شعور لا مهنأ لها إلا أن يكون حراً حتى في التوهم؛ وهل يعجب السكير شيء أو يرضيه أو يلذه كما يعجبه أن يرى الناس كلهم سكارى، فينتشي هو بالخمر، وتسكر غريزته برؤية السكر

وما زال رأي الفساق في كل زمن أن الحرية هي حرية الاستمتاع، وأن تقييد اللذة إفساد للذة

المجلد الخامس

<<  <  ج:
ص:  >  >>