- ربما كان رباطك قصيراً، أتريدين أن أطيله لك؟
- لا، أرح نفسك من هذا العناء يا مسيو سيغان.
- إذاً ما بك، ماذا تريدين؟
- أريد أن أذهب إلى الجبل يا مسيو سيغان.
- ولكن، ألا تعلمين أيتها المسكينة أن الذئب هناك. . . وماذا تصنعين عندما يهاجمك؟. .
- أضربه بقرني يا مسيو سيغان.
- ولكن الذئب لا يبالي بهما. فقد أكل لي معزى كان قرناها أطول من قرنيك. إنك تعرفين رينود التي كانت عندي في العام الماضي؟ فقد كانت قوية نشيطة ظلت الليل على طوله في عراك مستمر مع الذئب. . . وفي الصباح تغلب عليها وأكلها.
- مسكينة! مسكينة!. . . . ولكن لا بأس، دعني أذهب إلى الجبل يا مسيو سيغان.
- سبحانك ربي!. . . هذه أيضاً واحدة ستكون للذئب طعاماً. . . لا، لا. . . سأمنعك رغما عنك! وسأقفل عليك باب الحضيرة حتى إذا قطعت الحبل لا تجدين لك مهربا.
حينئذ قاد المسيو سيغان عنزته إلى حجرة مظلمة في الحظيرة وأغلق دونها الباب. ولكنه نسى أن يغلق النافذة، فما كاد يخرج حتى وثبت العنزة إليها وفرت منها هاربة. . .
أظنك تقهقه يا صديقي غرينفوار وترى رأي الماعز. . . ولكن ستعلم بعد حين إذا كان ضحكك يدوم طويلا.
ولما وصلت العنزة البيضاء إلى الجبل، أغتبط بها وأكبر حسن طلعتها، ذلك لأن أشجاره القديمة لم تر فيما مضى عنزة جميلة كهذه العنزة، وانحنت الأغصان المورقة نحوها لتحظى بلمس ثوبها الفتان، وتفتحت الأزهار وأرسلت في الهواء كل ما تحمل من عبير وعطر احتفالا بملكة الجبل الجديدة.
تأمل يا صديقي غرينفوار ما كان أشد سرور بلانكيت! لا حبل، ولا وتد. . . ولا شيء يعوقها عن القفز والجري، والرعي كما تشتهي. . . هنا وجدت العشب كثيراً ناميا! وفي هذا المكان أحست بطعمه!. أي عشب لذيذ، طري، مطرز الأطراف، كثير الأنواع. أنها لم تجد مثيلا له في الحظيرة الضيقة. والأزهار الجميلة على اختلاف أنواعها! أنها أخاذة ساحرة.