ولشد ما دارت الدنيا لحيرا! لقد ودت أن تقلب جبلاً على رأس يو!! وأقسمت أن تبغتهما إذ يتراشقان كؤوس الهوى دهاقا، لكيلاً يكون لبعلها على خيانته حجة، ولكيلا يكون له من بعدها برهان
وذر قرن الشمس في صبيحة ضاحكة، فذهب زيوس يشفى ما في قلبه من برحٍ عند يو، وكانت حيرا قد أوهمته إنها ستقضى سحابة يومها هذا عند واحدةٍ بعينها من صديقاتها، وزاد ذلك في ابتهاج الآله، وضاعف انشراحه، واعتزم أن يستمتع طيلة يومه هو الآخر لدى يو
وانه لفي لهو النشوة وأبان السكرة وعنفوان المرح، إذا به يلمح حيرا مقبلة!. . .
وكانت ما تزال في أول الأفق، فأيقن أنها مكيدة دبرته لتفجأه مع يو، وإنها قد كشفت من سره ما بالغ في كتمانه.
فتناول إذن صاحبته فنفث فيها نفثة سحرتها في أقل من لمحة بقرة بيضاء ناعمة، ثم شرع يلاطفها ويمسح عنقها. . .
ووصلت حيرا، ولم تنطل عليها حيلة الآله، وما شكت قط إن البقرة الواقفة تبحث بأنفها في الحشيش الأخضر كأنها تنشد الكلأ، إن هي إلا يو. .! عدوتها اللدود!!
فبسمت لزوجها بسمة كلها دل وكلها فتون، وسألته، وهو يحاول منها قبلة، أن يمنحها هذه البقرة الخصبة التي. .:
(لم أر في حياتي أشق منها ولا أجمل. . لقد أحببتها ن وهي من غير ريب، حين تكبر، ستعطينا أجود اللبن وأسلمه، وسيكون لبنها خير غذاء لوادينا الحبيبين ايرس وهيفيستوس ولطفلتنا الجميلة هيب. . .)
وارتبك زيوس، ولم ير بدا من إجابة زوجه إلى ما تريد. . .
ومضت حيرا بالبقرة فرصدت لها أحد اتباعها الأقوياء:
آرجس الهائل، ذا مائة العين التي لا تنام! ناطته بها، وأمرته ألا يغفل عنها. . . (وإلا فالويل لك يا آرجس إذا هربت منك، أو احتال عليك فألهاك عنها. . . إذن يحل عليك غضبي وأسحقك سحقاً. . .)
وظل الحارس الساهر يرعى يو، ويرقب كل حركة من حركاتها، حتى فزعت المسكينة من