للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال لي: لو نطق ناطق العز لصمتت نواطق كل وصف، ورجعت إلى العدم مبالغ كل حرف

وقال لي: إن من اعد معارفه للقائي لو أبديت له لسان الجبروت، لأنكر ما عرف، ولمار مور السماء يوم تمور مورا

. . . وقال لي: طائفة أهل السماوات وأهل الأرض في ذل الحصر. ولي عبيد لا تسعهم طبقات السماء، وتقل أفئدتهم جوانب الأرض. أشهدت مناظر قلوبهم أنوار عزتي فما أتت على شيء إلا أحرقته. فلا لها منظر في السماء فتثبته، ولا مرجع إلى الأرض فتقر فيه. الخ

موقف البحر

أوقفني في البحر، فرأيت المراكب تغرق، والألواح تسلم، ثم غرقت الألواح

وقال لي: لا يسلم من ركب

وقال لي: خاطر من ألقى بنفسه ولم يركب

وقال لي: هلك من ركب وما خاطر

وقال لي: في المخاطرة جزء من النجاة

وجاء الموج فرفع ما تحته وساح على الساحل

وقال لي: ظاهر البحر ضوء لا يبلغ؛ وقعره ظلمة لاتمكن، وبينهما حيتان لا تستأمن

وقال لي: لا تركب البحر فأحجبك بالالة، ولاتلق نفسك فيه فأحجبك فيه

. . . وقال لي: الدنيا لمن صرفته عنها، وصرفها عنه، والآخرة لمن أقبلت بها عليه وأقبلت به علي

موقف المطلع

أوقفني في المطلع وقال لي: أين اطلعت رأيت الحد جهرة، ورأيتني بظهر الغيب

وقال لي: إذا كنت عندي رأيت الضدين والذي أشهدتهما فلم يأخذك الباطل ولم يفتك الحق

وقال لي: الباطل يستعير الالسنة، ولا يوردها موردها. كالسهم تستعيره ولا تصيب به

وقال لي: الحق لا يستعير لسانا من غيره

<<  <  ج:
ص:  >  >>