للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صغيريه حسن ومحمد من قصيدة:

أما وضوء الأبيضين لأنتما ... قمراً سعودي في الليالي السود

ما أنتما إلا كقرطي غادةٍ ... يتذبذان على خدود الخود

وتأخرت عن زيارة (الكاظمي) أياماً فكتب إلى بهذه الأبيات:

يا من تخّيرتُه دون الرفاق أخاً ... ألقى به عادياتِ الدهر والأزما

ُعد مدنفاً كاد يُملي جسمه سَقم ... لعل قربك منه ُيبعد السقما

إذا ألمتْ به غماءُ جائحة ... فنور وجهك عنه يكشف الغما

كم منة لك طول الدهر في عنقي ... مازلت أذكرها أو أسكن الرجما

وقوله (الأزما) بكسر الهمزة وفتح الزاي جمع أزمة بمعنى الشدة والضيق، وهو جمع نادر. ومنه قولهم في جمع (بدرة) (بدر) ولم آسف على شيء أسفي على خبرين كان حدثني بهما فلم أستقص تدوينها في مذكراتي عنه

(الأول) ما وصفه لي من نشأته الشعرية تحت إشراف أخيه الأكبر، وكانت دار أخيه (في بغداد أو الكاظمية) مثابة لشعراء الشيعة وأدبائهم. فكان الكاظمي الحدث يطارحهم الأدب ويسابقهم إلى قرض الشعر، وكان أحياناً يجيد إجادة يعجب بها القوم ويهتز لها أخوه طرباً وسروراً. وأنشدني قطعاً من شعره قالها لمناسبات عرضت في تلك الاجتماعات فاتني تدوينها مع المناسبات التي قيلت فيها

(الثاني) ما وصفه لي من إلحاح الفاقة عليه في بعض الأيام حتى أنه سأل تاجر الدجاج الذي كان يبتاع من دجاجه أن يصف له طريقته في تفريخها وتغذيتها والقيام عليها ليعتاش هو من وراء ذلك. فوصفها الرجل له. وحاول أن يجربها، ففعل. وأصبح عنده ألوف من الفراريج. وكان يعتني بها ويطعمها الأرز، لكنه لم ينجح في تجربته، وكانت الخسارة عليه عظيمة. قال: وما كان يخطر لي قط أن الكتاكيت سريعة العطب، رقيقة المزاج إلى هذا الحد. وأنها إذا لم يتدبر صاحبها أمرها بانتباه وفرط حيطة، ومراعاة الأصول في تغذيتها وتدفئتها لا يبقى من الألف منها سوى بضعة عشر كتكوتاً

وكان في سرده لهذه الحادثة استقصاء دقيق، ودرس اقتصادي عميق، وفكاهة تسري عن النفس البائسة كآبتها، وتعيد إلى الأسارير العابسة بشاشتها

<<  <  ج:
ص:  >  >>