(في المطعم الذي أتناول فيه طعامي يوجد إنكليز وفرنسيون. ويا للفرق! جميع الفرنسيين تقريباً مشاغبون صخابون عاديون، وجميع الإنجليز نبلاء محتشمون. وختاماً، يا صديقي، أظن أن صديقاً يستطيع التحدث إلى صديقه عن غرامه، لأن انفعال الحب يلاقي صدىً في جميع النفوس وليس فيه ما يستدعي الامتهان. على أن ألمي العارم من الشدة بحيث لا أستطيع التبيان، ولأنه جد شخصيّ خاص فقد يبدو سخيفاً مزرياً للذين لم يشعروا بمثله. ومع كلُّ ذلك، فهذا الجنون يشعرني بآلامٍ مروعةٍ لا تطاق. وكلَّ ُ شيء يرهفها: مشهد شخص إنجليزي، أو كتاب إنجليزي، حتى السخرية الموجهة إلى الإنجليز تلتهمني التهاماً. . . وهوسي هذا يجعلني أمجّ حتى الطمع في المجد. أودُّ أن أكون شهيراً في إنجلترا، وعليَّ لذلك أن أكتب بالإنجليزية. . . لو كنت إنجليزياً بمزاجي هذا المريض، لما تألمت دون ألمي الحاضر، ولكن معنى الألم قد كان يتغير. يخيل إليَّ أني لو ولدتُ إنجليزياً لاستطعت احتمال جميع آلامي. ولو ولدتُ لورداً إنجليزياً من أهبل اليسار، بنفسي ومزاجي كما هما، لكانت جميع ميولي وجميع أطماعي راضية قانعة، وعند ما أقارن بين هذا الحظ وحظي الراهن أجنّ. . .
(استأنفتُ دراسة الإنجليزية منذ شهرين بنشاط وحماسة حتى صرت أقرأ الشعر بسهولة. أفكر في الذهاب إلى إنجلترا والكتابة بالإنجليزية بعد أعوام. صاحبي ج. ل. يسلفني شعراء البحيرات الإنجليز. إنهم يفتنونني. وقد استبدلت بالكتاب الذي أرسلتهُ أنت إليَّ مجموعة مؤلفات بايرون في مجلد واحد، وتلوث فيه قصيدة صغيرة، (الحلم)، فكان لها عندي وقع الصاعقة). . . (تقول السيدة الإنجليزية التي تعطيني دروساً إني بعد الإقامة بإنجلترا عامين اثنين سأجيد كتابة الإنجليزية، لأني منذ الساعة أكتبها كما يكتبها قليلون من الفرنسيين. والواقع أني أنفق نصف نهاري في دراسة الإنجليزية
(إن هوسي شديد دائماً، فيا للضنى؟ وأني وجهت نظري وجدت التباريح. ومسائل العيش عندي ومازالت موضوع عذاب. أشتغل الآن في كتابة ترجمة حياة، ولكني في حاجة إلى النقود، بل أنا في ارتباك عظيم من جراء ذلك) انتهى
وقد علق هوجو على هذه الرسالة في تبسط، وبإنشائه وبتوسعه في اقتناص المعاني و