خطوب جمة، وان يلتجئ إلى حمية ملك نافار؛ وهناك جرح في إحدى المعارك، وتوفي في سنة ١٥٠٧؛ واختتمت بذلك حياته المدهشة التي اتخذها الفيلسوف ماكيافيللي مادة لشرح كثير من آرائه من خلال (الأمير) الأمثل
في يناير سنة ١٥٠٥ توفي هرقل ديستي دوق فيرارا، فخلفه ابنه الفونسو في الحكم، وغدت لوكريسيا بورجيا دوقة فيرارا
وكانت فيرارا تجمع في ذلك العهد طائفة من أكابر الكتاب والشعراء والفنانين بظلهم الدوق برعايته، أسوة بباقي القصور والعواصم الإيطالية الزاهرة؛ وكان ذلك السحر الذي تنفثه لوكريسيا أينما حلت يجذب إليها هذه الصفوة، فتجتمع حولها في ذلك البلاط الزاهر؛ وتشملهم الدوقة المستنيرة النابهة بعطفها وحمايتها
وكان من هؤلاء الشاعر الشيخ شتروتسي وولده هرقل شتروتسي وهو شاعر أيضاً، وأنتونيو تبالديو، وكالكانيني؛ ونيكوليو كوريجيو وهو من اعظم شعراء العصر؛ وجاكوبو كافيشيو أسقف فيرارا، وهو كاتب قاص؛ ثم الشاعرين الفتيين لاريوستي وبيتروبمبو
وكانت هذه الصفوة المفكرة تتغنى بسحر الدوقة الحسناء وتشيد بخلالها ومواهبها في نثرها وشعرها؛ وتهدي إليها كتبها وقصائدها. ومما يذكر أن شتروتسي الشيخ وصفها في بعض قصائده بأنها (مجمع عجائب الأرض والسماء كلها، وليس يوجد لها نظير في العالم كله)
وكانت لوكريسيا تبادلهم القريض أحياناً، وتنظم باللاتينية قصائد ساحرة، فتذكى بذلك إعجابهم وهممهم
بيد أن هذا الجو الأدبي الزاهر كانت تكدره سحب الريب والظنون، وكان اشد أولئك الشعراء تأثراً بسحر لوكريسيا بيتروبمبو؛ وكان بمبو من سادة البندقية، فتى جميلاً، بديع الخلال والمواهب، بارعاً في التاريخ والشعر، وكان من شعراء بلاط فيرارا، ومن أخصاء الدوق، يضطرم نحو الدوقة الحسناء إعجاباً وحباً؛ وكان يوجه إليها كثيراً من الرسائل والقصائد في مختلف المناسبات؛ ومن ذلك تلك القصيدة التي نظمها باللاتينية للإشادة بمعبودته
إلى لوكريسيا بورجيا
(أيتها الحسناء، أنت أجمل من أوربا، أنت ابنة ملك آجنور، ولست مثل هيلانة الإسبارطية