للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المسيحية في مصر التي استطاعت خلال القرون أن تحافظ على استقلالها تحت اسم الكنيسة القبطية. والعلاقات بين مصر والحبشة ترجع إلى زمن بعيد مما كان سبباً في أن تصبح الكنيسة الحبشية فرعاً من الكنيسة القبطية في مصر، فرئيس الكنيسة المسيحية في الحبشة الملقب بالأب (أب السلام) إنما يعينه بطريق الإسكندرية الذي يقيم في القاهرة؛ ولقد فشلت محاولة البابوية ضم كنيسة الحبشة إليها. وقد تمكن البرتغاليون في أوائل القرن السادس عشر أثناء كفاحهم مع المسلمين في سبيل السيادة على طريق الهند من إرسال بعثة كاثوليكية، ولكن سيطرة الجزويت لم تدم، واستعادت الكنيسة القبطية في الحبشة علاقاتها مع بطريق الإسكندرية عام ١٦٣٣. على أن حوادث جديدة قامت فدلت على أن السياسة لا تترك مطلقاً الفرصة لاستغلال العواطف الدينية مما أحدث تغييراً في أفكار البلاد الحبشية. إذ في ٢ يونيو من عام ١٩٢٩ استطاع أخيراً بطريق الإسكندرية بعد إجازة دامت ثلاثين شهراً أن يرسم الأب كيرول سيداروس، وكان عليه في الوقت نفسه بالرغم منه أن يرسم خمسة أساقفة حبشيين، فكان في هذا الحادث الذي لم يسبق له مثيل تحديد لتقدم الاتجاه القومي في الحبشة، فتوترت العلاقات بين النجاشي والبطريق، وكان الدليل على ذلك تلك الرحلة التي قام بها الأب إلى الإسكندرية في مارس من عام ١٩٣١، وقيل يومئذ إنها التمضية مدة النقاهة بعد الإبلال من مرضه. وهناك حادث آخر عظيم الخطر هو زيادة نفوذ الفاتيكان، فقد قامت محاولات منذ سنين طويلة لفصل إرتريا عن الكنيسة القبطية الحبشية. وبطريق الإسكندرية يواصل رسم القسس في هذه البلاد، على الرغم من أن قسس إرتريا يستمدون الأوامر الدينية من رومة لا من أديس أبابا. ولا شك أن الدعاية الدينية تصحب التقدم الاقتصادي وتقوية

وللقس حق التزويج مرة واحدة. وهم على العموم على جانب عظيم من الجهل. ومعلوماتهم لا تكاد تتعدى أمور العبادة، وللقسيسين والرهبان سلطان عظيم على الجماهير الجاهلة التي كان يحتم عليها سلطانها المدني الذي نالته منذ القرن الثالث عشر الدفاع عن حقوقها ومصالحها. ولقد أصبح رئيس الأديرة الأكبر - وكانت مهمته في البداية التفتيش على الأديرة - الرئيس الحكومي للأب والكنيسة. والأب يكون دائماً أجنبياً يعينه بطريق الاسكندرية، ورئيس الأديرة الأكبر يكون دائماً حبشياً تعينه السلطة المدنية. وسلطان رجال

<<  <  ج:
ص:  >  >>