يرفلن في حلل المحا ... سن والمجاسد والحرير
ما إن يرين الشمس إلا ... القرط من خَلَل الستور
والى أمين الله مه ... ربنا من الدهر العثور
وإليه أتعبنا المطا ... يا بالرّواح وبالبكور
صُعر الخدود كأنما ... جُنَّحن أجنحة النسور
متسربلات بالظلا ... م على السهولة والوعور
حتى وصلن بنا إلى ... ربَّ المدائن والقصور
ما زال قبل فطامه ... في من مكتهل كبير
ثم انتهى عهد الهادي وحال أبى العتاهية معه مستقيمة كحاله مع المهدي؛ فلما جاء عهد هارون الرشيد كان الظنون أن يكون حاله معه اكثر استقامة من حاله مع أبيه وأخيه، لما سبق من ملازمته له، وانقطاعه إليه انقطاعاً كان يحسده الهادي عليه، ولكن حاله في هذا العهد جاءت على خلاف ما كان يقدر لها. وهنا تضطرب الروايات عن أبى العتاهية بقدر اضطراب أمره، وتغير حاله
روى صاحب الأغاني أنه لما مات الهادي قال الرشيد لأبي العتاهية: قل شعراً في الغزل، فقال: لا أقول شعراً بعد موسى أبدا، فحبسه وأمر إبراهيم الموصلي أن يغني، فقال لا اغني بعد موسى أبدا - وكان محسناً إليهما - فحبسه. فلما شخص إلى الرقة حفر لهما حفرة واسعة وقطع بينهما بحائط، وقال: كونا بهذا المكان لا تخرجا منه، حتى تشعر أنت ويغني هذا، فصبرا على ذلك مدة حتى قال أبو العتاهية لإبراهيم: إلى كم يا هذا نلاج الخلفاء؟ هلم اقل شعراً وتغني فيه، فقال أبو العتاهية:
بأبي من كان في قلبي له ... مرة حبُّ قليل فَسُرِقْ
يا بني العباس فيكم ملك ... شُعَب الإحسان منه تفترق
إنما هارون خيرٌ كله ... مات كل الشر مذ يوم خلق
وغنى فيه إبراهيم، فدعا بهما الرشيد فأنشده أبو العتاهية وغناه إبراهيم، فأعطى كل واحد منهما مائة ألف درهم ومائة ثوب
وروي مرة ثانية عن محمد بن أبي العتاهية قال: كان أبي لا يفارق الرشيد في سفر ولا