للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نشرت الجريدة الرسمية ما يأتي: (سيدفن جثمان فيكتور هوجو في البانتيون، والبانتيون ليس بناءً كنسياً ولا يتبع أية دائرة كنسية، وإنما هو من أملاك الدولة؛ وقد رأت الوزارة أن تحقق رغبة البرلمان في هذا الشأن)

وسوف يحدث هذا المرسوم استياء في الدوائر الكنسية التي ما زالت تعتبر البانتيون من توابعها وأنه في حرم كنسية سانت جنفياف. وسيكون جناز شاعر البؤساء بلونه المدني مقوياً لصفة البانتيون المدنية؛ وسوف يثور هذا الجدل حول تابوت الشاعر وما زالت صفوة فرنسا تنحني أمام الميت العظيم؛ وقد حنطت جثته بمنتهى العناية؛ وما زال كل يعجب برأسه الشاحب الجميل الذي يكاد يضارع بياضه بياض لحيته

الجمعة ٣٠ مايو

وضع المسيو فيكتور هوجو في ناووسه ووضعت إلى جانبه باقة من الورد قدمها فلكييه وبعض تذكارات شخصية، وقد قرر برنامج الجناز وخلاصته أن ينقل الجثمان في نعش يوضع تحت قوس النصر، ويترك هناك يوماً وليلة في حراسة الشعراء، والسلطات المدنية والجيش وشعب باريس، ثم يحمل في حفل ظافر إلى البانتيون، وستلقى بعض الخطب عند مبدأ سير الجناز وعند مقدمه

الأحد أول يونيه

منذ صبيحة الأمس بدأ حفل الشاعر النبيل مؤلف (سير الدهور) و (التأملات)، وسار وراء تابوته إلى (الاتوال) عمد باريس العشرون، والصحفيون، والكتاب، وكلهم بالثوب الرسمي والربطة البيضاء، وحولهم من الجانبين جموع حاشدة لبثت تحيط طول الليل بمنزل الميت؛ وكان قوس النصر قد جلل بغطاء أسود رهيب، وحول إلى محراب يحرسه حرس شرف من الجند والفرسان وطلبة المدارس، والشعراء الشبان، ولم ينقطع سيل الناس طوال اليوم، يحملون الباقات والأزهار؛ وهكذا ظهر أن فيكتور هوجو ما زال يغزو جميع الأرواح والقلوب

الاثنين ٢ يونيه

خصص يوم الأمس كله لظفر فيكتور هوجو؛ ولم يحتفل قبل قط بجناز شاعر لمثل هذا

<<  <  ج:
ص:  >  >>