(٢) إحراق ١٢٢٠ شخصاً بالنار فيما بين سنة ١٤٨١ و١٤٩٩م، وهم أحياء تنفيذاً لأحكام الرقابة الموضوعة على الكتب وأصحابها
(٣) إحراق جيوردانو بروفو الذي قال بالوحدانية الربانية
(٤) إحراق الكردينال زيمنس ٨٠٠٠ مجلد من الكتب العلمية في غراناطة
إن كل هذه الأعمال لا تؤديها التعاليم الدينية المسيحية، وكل بحث يرتكن إلى مثل هذه الأشياء يكون خاطئاً. وهكذا كان هيجل في بحثه عن الإسلام؛ واستشهد المؤلف برأي الأستاذ هورتن الذي ذكر في أحد كتبه:(إن انحطاط المسلمين وعدم قيامهم بأعمال مجيدة سامية لا ترجع إلى روح الإسلام، ولكن إلى سوء تصرف الخلفاء وإلى غيره من الأمور، ونشأ عن ذلك أضرار عديدة بالدين والعادات وسمعة الإسلام)
ثم ناقش الأستاذ البهي ثماني مسائل من آراء الفيلسوف هيجل أولها: الفريدة في الإسلام. فهي ليست العمل للآخرة دون سواها، كما تصورها هيجل، ولكن العمل للدنيا أيضاً؛ وأستشهد بما جاء في الذكر الحكيم:(ولا تنس نصيبك من الدنيا)، وما جاء في الحديث:(أعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، وأعمل لأخرتك كأنك تموت غدا)
وتكلم في المسألة الثانية عن الصوم وأن الغرض منه ليس مجرد صحة الأبدان، بل له غرض معنوي آخر هو إشعار الصائم بوجوب العطف على الفقراء والمساكين
أما المسألة الثالثة فقد حاول فيها الأستاذ البهي أن يثبت بأن الإسلام لم يكن في كل الحروب التي خاضها إلا مدافعاً عن كيانه. أما فكرة الغزو لإجبار الناس على اعتناق الإسلام، فليس لها أصل في الدين. وقد أستشهد بآراء هورتن الذي ذكر في أحد كتبه بأن الحروب الدينية في الإسلام لم تكن إلا للدفاع عن هجمات الأعداء أو لإخماد فتنة. ولهذا كانت الفكرة القائلة بأن الدين الإسلامي يبرر أعمال العنف والقوة فكرة خاطئة
وعالج المؤلف في المسألة الرابعة مسألة الجزية على الذميين، وقال بأن الغرض منها لم يكن إجبار الناس على اعتناق الإسلام بل كانت مجرد ضريبة للمحافظة على أرواح الناس وأملاكهم
أما عن التعصب في الدين، وهي المسألة الخامسة فالإسلام لا يعارض العلم، ولا يعاقب الأحرار من العلماء أو يتعقبهم، بل دعا الدين الإسلامي إلى الدراسة، وإلى العلم والمعرفة،