وقد أحيا المسلمون العلماء أيا كانوا، وأشادوا بذكرهم واحترموهم ويجلوهم؛ ويكفي إن علماء اليهود في سورية وعلماء النصارى في مصر، كانوا يجلسون مع غيرهم من العلماء في مجالس الخلفاء والحكام. ولقد نقل المسلمون العلوم إلى بلاد الغرب، كما إن الإسلام لم يحظر على الناس حرية البحث، بل ضمن لهم الحرية الكاملة سواء أكانوا من الأولياء أم الأعداء
أما مسألة حرق العرب لمكتبة الإسكندرية، وهي النقطة السادسة، فإن هذه الدعوى لم تأت في أي كتاب علمي للتاريخ، وقد كذبتها دائرة المعارفة الإسلامية، كما كذبها الأستاذ موللر في كتابه (الإسلام في المشرق والمغرب)
وعالج المؤلف في النقطة السابعة عفاء الدولة الإسلامية، وقال إن ذلك يرجع إلى أسباب سياسية واقتصادية، مما ليس له علاقة بالدين، وأستشهد برأي الفيلسوف شبنجلر حيث يقول:(وإذا كان هيجل قد ختم بحثه عن الإسلام بقوله: (إن قوة الإسلام اختفت كعامل لتكييف تاريخ العالم. . .) فعلينا أن نتذكر بأنه يوجد اليوم ثلثمائة مليون مسلم في العالم)
وأعقب الأستاذ البهي ذلك البحث بآراء الأستاذ الأمام الشيخ محمد عبده في الإسلام، مستنداً في ذلك إلى كتابه (الإسلام والنصرانية، والعلم والمدنية) - كما ذكرنا في البدء. وإنا نكتفي هنا بالإشارة إليه، ليراجعه من يهمه الإطلاع عليه
إبراهيم إبراهيم يوسف
شرح الإيضاح
في علوم البلاغة
للأستاذ عبد المتعال الصعيدي
المدرس بكلية اللغة العربية
ذكر جلال الدين الخطيب أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن القزويني أنه ألف كتابه (الإيضاح) وجعله على ترتيب مختصره الذي سماه (تلخيص المفتاح) وبسط القول فيه ليكون كالشرح له، فأوضح فيه مواضعه المشكلة، وفصل معانيه المجملة، وعمد إلى ما خلا عنه المختصر مما تضمنه (مفتاح العلوم) للإمام السكاكي، وإلا ما خلا عنه المفتاح من كلام