للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وموضوعات تافهة لا تقاس بما كتب باللغة التركية والحروف العربية في العهد الإسلامي إذ أفاد الترك من الحضارة الإسلامية، ودخلوا في جماعة المسلمين، وتمكن سلطانهم بينهم

- ٣ -

والتركية العثمانية التي اختيرت لها الحروف اللاتينية أخيراً لم تعرف في تاريخها غير الحروف العربية، ولم تدوّن إلا في ظل الحضارة الإسلامية بعد سبعة قرون من الهجرة

دخل السلاجقة في الإسلام ثم أقاموا دولتهم في القرن الرابع وفتحوا بغداد سنة ٤٤٧، وامتد سلطانهم على آسيا الغربية من أفغانستان إلى البحر المتوسط. ثم تقسم الخلف ميراث السلف فكان من الدول السلجوقية المتعددة دولة سلاجقة الروم وهي التي نشأت في الأناطول وما يصاقبه

وكان الأدب الفارسي في القرن الخامس قد أزدهر بجانب الأدب العربي، فأخذ السلاجقة حضارة الإسلام باللغتين العربية والفارسية. فكانت العربية لغة العلم عند سلاجقة الروم والفارسية لغة الدواوين. وكان الأدب التركي مقصوراً على العامة، غير مدوّن

ولما نشأت إمارة قرمان بعد منتصف القرن السابع صارت التركية أول مرة لغة الدواوين وكتبت بالحروف العربية

وقد اشتملت هذه التركية المكتوبة على كثير من الكلمات العربية والفارسية

- ٤ -

وكانت الكتابة التركية في عهدها الأول تقارب الأسلوب العربي لا تكتب فيها حروف الحركة إلا قليلاً. ثم أثبتت حروف العلة والهاء للدلالة على الحركات دون تعميم. ثم انتهى الأمر في العصر الأخير إلى أن كتبت حروف الحركة في كل كلمة فصارت الكتابة التركية كالكتابة اللاتينية: كل حرف صحيح يليه حرف معتل للدلالة على الحركة

فإذا قرأنا مثلاً في ديوان سلطان ولد ابن مولانا جلال الدين الرومي وهو أول ناظم بالتركية العثمانية نجد رسم الكلمات الآتية على هذا النسق: أل (هذا) كُررُ (يرى) بقمز (لا ينظر) كنش (الشمس) ألرُ (يكون) أيقدا (في النوم) أجَر (يطير)، فإذا قرأنا في كتب المتأخرين وجدنا الرسم قد تغير على هذا النسق: أول، كورووو، باقماز، كونش، أولور، أويقوده،

<<  <  ج:
ص:  >  >>