قال هكذا: , و , فأركب للدلالة على الخاء، وللشين واضع مدا على وأدل على العين بالحرف مفصولاً عما قبله بشولة كما يفعل المستشرقون
قلت فلماذا كل هذا العناء؟ لقد اضطررت أن تنقط وتشكل في الحروف اللاتينية، أترى هذا أيسر وأبين من خاشع وخاضع، قال: لا، ولكن الكلمتين بالخط العربي خاليتان من حروف الحركة
قلت: فضع كسرة تحت الشين والضاد. وهذا حسبك، بل لست في حاجة إلى هذه الكسرة فوزن الكلمة يعين حركتها. قال هذا صحيح في هذا المثال، فما بال الكلمات الأخرى. قلت: صدقت فهلم نتناول الموضوع على عمومه
- ماذا تنقمون من الكتابة العربية؟
- ننقم منها أنها كتابة لا تبين عن الألفاظ، فهذه الصورة (حسن) تقرأ حَسَن، وحُسْن، وحَسُن، وحَسّن، وحُسّن. . . . الخ
- قد كانت كتابتنا أول عهدها غير معجمة ولا مشكوله، مثلاً كانت الجيم والحاء والخاء ترسم بصورة واحدة فأعجم السلف الحروف فامتاز بعضها من بعض، ثم وجدوا الحرف الواحد في اكثر حالاته مبهم الحركة، فشكلوا الحروف فتعينت الحركات، واستبانت الألفاظ، وكان للحروف صور غير صورها الحاضرة، مازال بها الأختراع، والتجميل والتجويد حتى بلغت جمالها الحاضر، وتعددت الخطوط، وجعل لكل مقصد ضرب يواتيه، فكان خط الثلث والنسخ والرقعة وغيرها. فان كنتم يا رجال القرن العشرين أحياء قادرين على الإبداع، أباة آنفين من المحاكاة، وإن تكن عقولكم غير سقيمة، وقرائحكم غير عمقية، فانظروا في كتابتكم، فان رأيتم عيباً فأصلحوه، وأن آنستم نقصاً فأكملوه، ولا تكونوا في عصور العلم ضلالاً، وفي نور القرن العشرين ظلالاً، أدخلوا في الكتابة حروف الحركة إن شئتم، أو افعلوا غير ذلك إن استحسنتم، فأما أن تقولوا كتبت أوربا فنكتب مثلها فذلك ضلال العقول، وهوان النفوس، والموت الذي لا يستره باطن الأرض
ثم تنسى يا أخي أن اللغة العربية لغة أوزان وصيغ، فليست كل كلمتها في حاجة إلى الشكل، ولو أتسع المجال لأبنت لك أن الكاتب العربي يستطيع أن يكتب سطوراً لا يحتاج