فيها إلا إلى شكلات قليلة، وقد ضربت مثلاً من هذا في مقدمة الشاهنامه
- هب ما قلت صواباً، فماذا ترى في شكاوي أصحاب المطابع من كثرة صور الحروف العربية: للحرف صورة في أول الكلمة وأخرى في وسطها وثالثة في آخرها، على حين لا يرى الطابع الأوربي أمامه للحرف إلا صورة واحدة
- بل صورتين صغيرة وكبيرة
- أجل وهذه ميزة أخرى للحروف اللاتينية
- هذه الشكاوى هي شكاوى أصحاب المال من كثرة العمال؛ كل صاحب مطبعة يود أن يديرها عامل واحد، ليأخذ كثيراً ويعطي قليلاً، وأما القارئ فسيان عنده أن يكون الذين هيأوا الجريدة خمسة عمال أو مائة، ثم أخبرني: ما الذي جعل للحروف اللاتينية هذه الميزة؟
- صور هذه الحروف، ثم فصل بعضها عن بعض
- قد كانت الحروف اللاتينية كلها موصولة ولا تزال توصل في كتابة اليد، فلما كانت المطابع أستحسن الأوربيون أن يفصلوا بعضها من بعض، فما الذي يمنعكم أيها المقلدون أن تفصلوا حروفكم فلا يكون للحرف في المطبعة إلا صورة واحدة؟
- هذا يبدوا لي صواباً ولكنه عجيب غريب
- أعجب منه أن نفكر في كتابة لغتنا بالحروف اللاتينية. قد هانت علينا نفوسنا حتى صار التقليد يسيراً قريباً، والاختراع مهما قل عجيباً غريباً
- لا تنسى أن العلوم والمخترعات قربت بين الأمم وطوت المسافات بين أطراف الأرض. والأمم صائرة إلى التوحّد فلماذا لا تكتب لغات الأمم كلها بالحروف اللاتينية؟
- أجل قربت العلوم والمخترعات بين الأمم، ولكن أوربا لا تعرف الأخوة بين الناس، ولا تزال تفرق بينهم بأتفه الأشياء وهي الألوان. والتوحيد الذي تريده أوربا أن تكون هي آكلة ونحن مأكولين. وهذا حديث يضيق عنه مقامنا الآن. وبعد فلماذا يكون توحيد الكتابة بالحروف اللاتينية ولا يكون بالحروف العربية؟ أن أردت أن تمتحن صدق الداعين إلى التوحيد فادعهم إلى استعمال الحروف العربية فستبلغ بهم الكبرياء والازدراء والسخرية والعجب ألا يجيبوك بكلمة. ولن يكون ذلك لما عرفوا من فضل حروفهم على حروفنا، بل