- (كيوبيد الإله! كيوبيد حبيبي! يا ويح لي. . . لابد أن يعود لي إلهي الجميل الحبيب. . . لن تحلو لي الحياة بدونك يا كيوبيد. . .)
هامت بسيشيه على وجهها في أقصى الأرض، وكلما مرت بروضة أو ميضة، وكلما وقفت عند ضفاف نهر أو ألمت بحفافي غدير، برزت لها عرائس الماء فشكت إليهن، وسألتهن إن كن يعرفين أين يأوي كيوبيد؟ وقالت لها عروس:
- (أترين يا فتاة إلى هذا الجبل البعيد الذي يحمل السماء بروقيه؟ إذا كنت عنده فتلبثي حتى يعود بان من صيده فتعلقي به، واذرفي من دموعك تحت قدميه، فإذا هش لك وبش، فاذكري له حاجتك يقضيها لك، أو يدلك على من عنده قضاؤها).
ونهدت إلى الجبل وكأنما بها عُقل من الجنون، وجعلت تطوف به حتى مالت الشمس إلى الغروب، فرأت (بان) قادماً يدب بحافريه، ويردد في الآكام ناظريه؛ فلما لمحها أقبل عليها دهشاً متعجباً، ثم أخذ يتفرس فيها كأنما بهره حسنها، وسباه منظرها. . .
وشكت إليه، فما هالها منه إلا قوله:(تعسة! أنت غريمة فينوس!!) فقالت، وفي عينها دموع تخنق منطقها:(غريمة فينوس؟ ومالي أنا ولفينوس؟) فقال بان: (جمالك هذا جنى عليك. . . لقد صرف الناس عن ربة الجمال والحب إلى عبادتك أنت أيتها الشقية، ولذلك حنقت عليك، وأصابك من الأذى ما أصابك. . . اسمعي يا فتاة. . . لقد مررت اليوم بربة الخيرات ديميتير؛ هل تعرفينها؟ أُم برسفونيه، فتاة الربيع التي خطفها أخي بلوتو لتؤنسه في هيدز! مررت بها فسمعتها تتحدث عن كيوبيد وهيامه بك! بك أنت! أليس اسمك بسيشيه؟).
- (. . . . . . . .؟. . . . . . . .)
- (تحملي إليها إذن. . . . . إنها ليست بعيدة من هنا. . . إنها شفيقة رفيقة، وهي ترثى لأمثالك من العاشقات الوامقات؛ تحدثي إليها عن كيوبيد واستمعي إلى ما تقوله لك وتشير به عليك. . . أترين إلى هذه الغابة الملتفة الوارفة؟ إنها هناك تنتظر ابنتها في أوبتها من