للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هيدز).

وعجلت إلى الغابة، ولقيت ديميتر الطيبة الوقور، فانحنت تحييها، وما كادت تسرد شاكتها حتى انهمر الدمع من عينيها الحزينتين، وتخاذلت فخرت مغشياً عليها!. وتقدت ربة الخير فباركت الفتاة، وطفقت ترش على وجهها الماء من غدير قريب، فكان الزهر ينبت حول بسيشيه كلما أنتثرت قطرات على الأرض فلما أفاقت، بهرها هذا السرير الربيعي من منضود الورد يحف بها، ويحنو عليها. . . حنو المرضعات على الفطيم!

وبسمت ديميتير، وواست الفتاة الوالهة وآنستها، ثم ذكرت لها إنها رأت كيوبيد بكرة ذلك اليوم، وفي كتفه جرح دامٍ أحدثته فيه أمه فينوس، لماذا؟ لا يدري أحد! - (. . . فإذا كان لابد لك من لقاء كيوبيد، فأذهبي إلى فينوس وتبتلي إليها، وأدخلي في خدمها وحشمها، وأثبتي لها بتفانيك في طاعتها أنك من عبادها المخلصين؛ عسى يا بُنية أن ترضى عنك، ويذهب عنك هذا الحزن. . .)

ثم قادتها إلى قصر فينوس، وزودتها بما ينبغي لها من النصح، وعادت إلى غابتها الوارفة تنتظر برسفونيه.

وبرهنت بسيشيه على حسن إخلاصها وجميل توبتها، وكانت ربة الحسن تسخرها فيما لا طاقة لبشر به، فكانت تقوم بما تُكلف به وتؤديه خير الأداء.

وأعجب ما حدث لها من ذلك أن أمرتها فينوس بالتوجه إلى هيدز - دار الموتى - وإقتحامها، ثم لقاء برسفونيه، ربة الربيع، وزوج بلوتو، وسؤالها صندوق الطيب الذي تدهن عنه العجوز الشمطاء فيرتد إليها صباها، ويتدفق ماء الشباب في أعطافها، وتعود كما كانت، شرخ صبى، وعنفوان شباب!

وأسقط في يد بسيشيه! ولم ترد كيف السبيل إلى هيدز!! ولكنها حين ذكرت برسفونيه، بدالها أن تذهب إلى فتستشير أمها ديميتير عسى أن ترشدها أو تزودها خالص نصيحتها. فذهبت إلى الغابة، ولقيت لحسن حظها ديميتير تودع أبنتها، لتعدو أدرجها إلى هيدز، إذ كان الربيع الحلو قد صوح، وأزف الشتاء ببرده وزمهريره. . .

وهشت لها ديميتير، وعقدت بينها وبين أبنتها أواصر الصداقة، ولما حان موعد الافتراق، أبدت بسيشيه رغبتها في أن تصحب ربة الربيع لتؤنسها في ظلمات دار الفناء. فلم

<<  <  ج:
ص:  >  >>