البراقة التي لا تكلفها إلا الكلام والاجتماع من حين إلى حين، وأما جوانب الإصلاح العسيرة التي تقتضي كد الفكر واليد وهجر الراحة والرفاهية: جوانب الإصلاح الخلقي والديني التي تحول بين الناس وبين كثير من رغائب المدنية الاوربية، فليس للجماعة غرام بها، ولا صبر عليها. لا ريب أن للجماعة أعمالاً مشكورة في تربية الفقيرات والحدب عليهن، ولكن أبرز أعمالها أن تجمع الشواب من بنات الأسر الراقية للغناء والرقص وإمتاع النظارة بظروب من المناظر وهلم جرا. يضربن بذلك للمرأة المصرية أسوأ الأمثال، ويدعونها إلى شر الخطط، ويحطمن في ساعات ما وطدته الأمة في أجيال
كثيراً ما سألت أصحابي: لماذا لا تدعو هذه الجماعة إلى طريقة خلقية رشيدة، أو سنة دينية حميدة؟ لماذا لا يطلبن - مثلاً - أن يكون للنساء الحق في غشيان المساجد أحياناً ليوعظن ويعلمن ما منح الإسلام المرأة من حق، وما فرض عليها من واجب؟ وقد اطلعت في عدد الرسالة الأخيرة على كلمة للأستاذ أحمد أمين (حول المسجد) أخفف عن نفسي بنقل شذرة منها، قال (بل لم لا يكون المسجد معهداً للمرأة كما يجب أن يكون معهداً للرجل. فيخصص مسجد كل حي وقتاً لنساء الحي تعلم فيه المرأة واجباتها الدينية والاجتماعية، وتفقه فيه في دينها ودنياها، وترشد فيه إلى طرق إسعاد البيت، وتثار همتها إلى العطف والإحسان وتنظيمهما. فالمرأة الآن محرومة من غذائها الروحي والديني لأنها بعيدة من المسجد، حرمت منه من غير حق، وهو سلوتها في الأزمات، وهو منهل عواطفها وغذاء روحها. لقد حرمت المرأة من المسجد فحرم أبناؤها وبناتها من العاطفة الدينية. لأن الأم - غالباً - هي مصدر هذا الإيحاء، وإذا انحرفت مرة فلم تجد المسجد يهديها ويعزيها، جمحت وغوت. فهي الآن بين بيت وملهى ولا مسجد بينهما يذهب ملل البيت ويكسر من حدة الملاهي)
فليت شعري ما رأي سيداتنا في هذا الكلام؟ أليس الاهتمام بالمساجد في حالنا الحاضرة أولى من الأهتمام بالمؤتمرات التي يحرصن عليها ويحاولن فيها أن يسبقن نساء أوربا؟ أذكر أن وفداً من سيداتنا المصريات ذهب إلى مؤتمر نسائي كان في رومية - فيما أذكر - فهل تدري فيما تكلم الوفد؟ تكلم في (حقوق الطفل غير الشرعي)!!
وأنا أترك القارئ لنفسه هنا يبدي ما يشاء ويقول ما يريد في هذا الموضوع. وفي هذا العام