أنت الذي يعزى إليه صلاحنا ... فيما تقرره لديك وتكتب
أو كلما باح الحزين بأنةٍ ... أمست إلى معنى التعصب تنسب؟
فأجعل شعارك رحمة ومودة ... إن القلوب مع المودة تكسب
لقد طبع حافظ مدحه بطابع المصلحة للمجتمع، والنفع للوطن، والتعبير عن أحاسيسه وآلامه والذود عن شرفه وكرامته. وكان هذا المدح يتقدم به في قصائده كالتشبيب عند السابقين كما في قصيدته التي رفعها لسمو الأمير عباس الثاني في عيد رأس السنة الهجرية
قصرت عليك العمر وهو قصير ... وغالبت فيك الشوق وهو قدير
وأنشأت في صدري لحسنك دولة ... لها الحب جند والولاء سفير
فؤادي لها عرش وأنت مليكه ... ودونك من تلك الضلع ستور
وما انتفضت يوماً عليك جوانحي ... ولا حل في قلبي سواك أمير
ثم انتقل - بعد أن عرض للهوى والصبابة والغرام - إلى آمال الوطن ومطالبه:
أمولاي إن الشرق قد لاح نجمه ... وآن له بعد الممات نشور
مضى زمن والغرب يسطو بحوله ... علي ومالي في الأنام ظهير
إلى أن أتاح الله للصفر نهضة ... فقلت غرار الخطب وهو طرير
جرت أمة اليابان شوطاً إلى العلا ... ومصر على آثارها ستسير
وما يمنع المصري أدراك شأوها ... وأنت لطلاب العلا لنصير
فقف موقف الفاروق وانظر لأمة ... إليك بحبات القلوب تشير
- ١٤ -
في مصر فقراء وأيتام وذوو خصاصة، ولهم حقوق على المجتمع الذي يعيشون فيه ويعملون له
١ - لهم حق التعليم حتى يرتفع مستواهم، وتعلو منازلهم وحتى يتضامنوا مع المجتمع في بناء مجده بوحي من الضمير ووازع من النفس، لا بطريق السخرة والاجبار، وحتى تكون العلاقة بين أفراده وهيئاته بعضهم مع بعض علاقة محبة وإخلاص وولاء، لا علاقة سيادة وغطرسة وكبرياء
٢ - ولهم حق تيسير سبل الرزق؛ بفتح أبواب العمل امامهم، والسهر على صوالحهم،