ورعاية شؤونهم؛ حتى يعيشوا وأسراتهم في مأمن من الجوع والخصاصة، وحتى لا يشغلوا المجتمع بسرقاتهم وسطوهم
٣ - ولهم حق المعالجة في بيوت الشفاء والمصحات، حتى تسلم جسومهم من العلل، وتصح أبدانهم من الأسقام. فنحن في ميدان نهضة، وكل نهضة لابد لها من عدة، فلتكن عدتنا رجالاً أشداء البنية أصحاء الأجساد سليمي العقل، نابهين حازمين كي يكون منهم الجندي الباسل، والزارع النشيط، والصانع الحاذق، والوطني الغيور، إلى أخر ما يتطلبه الوطن ليسلم، وتستدعيه النهضة لتدوم.
٤ - على أن منهم العاجز الضعيف، واليتامى الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا، كل أولئك في حاجة إلى ملاجئ يأوون إليها، ومدارس يتعلمون بها ما ينفع الجماعة ويدر عليهم الخير
٥ - ثم من فوق ذلك، ومن قبل كل ذلك، لهم حق قد يعلو على كل الحقوق في جلال شانه وخطره، ذلك هو أن يشعروا بعطف ذوي الجاه وأرباب النفوذ وأولياء الأمور، حتى يشربوا في قلوبهم حبهم، ويولوهم الطاعة التي تحقق لهم رغباتهم
هذه حقوق الشعب المسكين كما يراها حافظ، فهو يرقب فرصة اعتلاء سعد منصة الحكم فيتقدم إليه يقول:
يا سعد أن بمصر أيـ - تاماً تؤمل فيك سعدا
قد قام بينهم وبين العلـ - م ضيق الحال سدا
مازلت أرجو أن أر - اك أبا، وان ألقاك جداً
حتى غدوت أبا له ... أضحت عيال القطر وُلْدا
فاردد لنا عهد الأما - م وكن بنا الرجل المفدى
عليكم حقوق للبلاد أجلها ... تعهد روض العلم فالروض مقفر
قصارى مني أوطانكم أن ترى لكم ... يداً تبتني مجداً ورأساً يفكر
فتعلموا فالعلم مفتاح العلا ... لم يبق باباً للسعادة مغلقاً
وقصيدته في سبيل (الجامعة) تبين رأيه في التعليم، وأنه لا يقنع في الأوليات السطحية، بل بالثقافة الرشيدة والدراسة الحكيمة، وأن ألف كتاب لا تعدل مدرسة عالية أو جامعة منظمة؛