- (كل هذه القبل أغمر بطوفانها فمك، ولا تحييها بقبلة؟. . . قبلني!. . .)
- (لا. . . أقدر. . . أرسلي ذراعيك عن عنقي. . .)
- (أنت لا تقدر؟ آه يا ساذج؟ إنني لن أفلتك ما دمت تتباله علي!. . .)
- (أرجوك، دعيني أذهب! أوه. . .)
- (قبلني قلت لك! لن يقهر كبريائي فتى غرير مثلك! إذا قبلتني أرسلتك!. . .)
- (أقبلك؟)
- (اجل، قبلني يا أدونيس!)
- (أقبلك كيف؟)
- (هكذا يا صغيري. . . . . .)
- (. . .؟. . .؟. . . دعيني إذن!)
وانتشت ربة الجمال بقبلة أدونيس اليافع، فارتجفت ارتجافة هائلة، وخرت إلى الأرض كأنما أغشي عليها؛ وأرتبك الفتى الذي لم يألف مثل هذا الموقف النادر من مواقف الحب، فأنف أن يغادر المكان قبل أن يعالج الغادة حتى تصحو، ثم يذهب إلى صيده بعد. ولكنه لم يدر ماذا يفعل؛ وعلى كل فق طفق يدلك قدميها، ويربت على صدرها، ويمر بيديه الناعمتين على خديها وجبينها، فلما لم تفق، أهوى على فمها الحلو يلثمه. . . ويرد إليه دينه من القبل! وكانت فينوس الخبيثة تحس وتصمت. . . ولا تأتي بحركة قد تطير بهذه الأحلام السعيدة التي تطيف بها، تنزل من السماء الصافية عليها، ألم تكن تضرع إليه من أجل قبلة واحدة؟ فكيف بها تطرد العشرات والعشرات من القبل؟!
ولم تطق فينوس. . . ففينوس ربة ولكنها هلوك! لقد طوقت أدونيس بذراعيها، ثم أمطرت فمه الخمري، ووجهه العطري، آلافاً من القبل العِذاب، والنولات الرطاب
حدثته عن الحب بلسان ينفث السحر، وعينان تتقدان اشتهاء، ولكنه كان يصم أذنيه ويغلق أبواب قلبه. وضمته بحرارة وعنفوان إلى ثدييها، فما زادته إلا شموساً وعناداً. . .
قالت له:(ألا تقبل عليّ إلا ميتة يا أدونيس؟ أيسرك أن اقضي نحبي أذن؟ ألست أعدل عندك خنزيراً برياً؟ أكلما خلعت عليك شبابي ونضرتي وحبي ألقيت بها في تراب كبريائك غير آبه لدموعي وتوسلاتي؟ افتح قلبك للحب قلبك يا صغيري!!. . .)