ويتلخص مشروع اغتيال الملك كما دونه لاريني من أقوال لافوازان وشركائها في أن الجناة فكروا أولاً في أن يزهقوا الملك بالسم، وذلك بأن ينثروه على ثيابه أو حيثما أعتاد أن يمر، فيستنشقه تباعاً ويموت ببطء، وتعهدت الآنسة ديزييه وصيفة مدام دي مونتسبان بتأدية هذه المهمة. ولكن لافوازان رأت بعد التفكير أن تلجأ إلى وسيلة أخرى. وذلك أن لويس الرابع عشر اعتاد طبقاً لعادة قديمة أن يتلقى بنفسه في أيام معينة العرائض التي يرفعها إليه رعاياه بالتظلم والالتماس، ويسمح لكل بالدخول عليه عندئذ دون فارق أو تمييز، ففكرت لافوازان أن تعد عريضة من هذا النوع تضمخها بنوع من السم الزعاف، فإذا تناولها الملك بين يديه سرى إليه السم وهلك؛ وتعهدت الساحرة لاتريانون بإعداد هذه العريضة، وتعهدت لافوازان بتقديمها إلى الملك. ورؤى أن يكون موضوعها طلب الغوث لشخص يشتغل بالسيميا ويدعى بلسيس ويعتقله المركيز دي ترم في قصره، وسعت لافوازان لدى وصيف بالقصر من معارفها ليسهل لها مهمة تقديم العريضة بنفسها
وارتاع الجناة لجرأة لافوازان، وتنبئوا لها بالوقوع بين براثن القضاة متهمة بجريمة دولة؛ ولم يكن الموت شر ما يخشاه السحرة في تلك العصور، بل كان التعذيب أشد ما يروعهم، بيد أن لافوازان كانت تخلبها وتغريها مائة ألف جعلتها مدام دي مونتسبان ثمناً للجريمة (نحو مليون فرنك من النقد المعاصر)، فقصدت إلى سان جرمان في يوم ٥ مارس سنة ١٦٧٩، ثم في التاسع منه، محاولة أن تصل إلى الملك فتقدم إليه العريضة المسمومة، ولكنها لم تفز ببغيتها، فعادت مكتئبة إلى باريس، ولكن مصممة على أن تعود في أول فرصة. بيد أن عين لاريني كانت ساهرة ترقب أعمال السحرة؛ وفي الثاني عشر من مارس قبض عليها وعلى أبنتها مرجريت، وعلى عدة من شركائها حسبما أسلفنا
ولما ذاع نبأ القبض على لافوازان وشركائها، ارتاعت مدام دي مونتسبان، وغادرت البلاط في الحال إلى الريف، فمكثت هنالك مدى حين
أنفقت المحكمة الخاصة أو (الغرفة الساطعة) أشهراً طويلة في تحقيقات وإجراءات يتسع نطاقها يوماً عن يوم، وكان التحقيق يمتد شيئاً فشيئاً إلى طائفة من الرؤوس الكبيرة، حتى أن المحقق لاريني اضطر أن يطلب حرساً خاصاً لمرافقته في زيارته لسجن فنسان حيث