للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بقتال الخوارج مصعب بن الزبير - شقيق عبد الله بن الزبير منافس عبد الملك بن مروان في الخلافة - وكان قائده المهلب بن أبي صفرة. ولما تغلبت قوات عبد الملك على الزبيريين وقتل مصعب كان لا يزال المهلب يحارب الخوارج فبايع عبد الملك بالخلافة حالما بلغه نعي مصعب وتابع قتاله

ثم أرسل عبد الملك في سنة ٧٥ هجرية الحجاج بن يوسف الثقفي والياً على العراق فتمكن بشدة بأسه من خضد شوكة الخوارج. وقد امتازت فرقة الأزارقة أتباع نافع بن الأزرق من فرق الخوارج ببسالتها وشدتها واستماتتها في ميادين القتال والنزال

الخوارج في عهد الدولة العباسية

ضعف أمر الخوارج في عهد الدولة العباسية ولم تعد فرقهم خطراً على الدولة الإسلامية كما كانت نشأتها في العصر الأموي، غير أنهم لم يعدموا أوقاتاً قاموا فيها ببعض الثورات والفتن. وقد اشتهرت من بين فرقهم في هذا العهد فرقة ألاباضية أتباع عبد الله بن أباض التي ظهرت في عمان وعلى الخليج الفارسي وفي أفريقيا الشمالية أي تونس الخضراء والجزائر والمغرب الأقصى

ولما غلب الخوارج على أمرهم في الناحية السياسية أخذوا ينصرفون إلى الناحية الدينية ويحوكون حولها نظرياتهم ومعتقداتهم الدينية

تصلب الخوارج وشدتهم في المعتقدات الدينية

عرفت فرق الخوارج واشتهرت بتصلبها الديني الشديد وتمسكها بالمعتقدات الدينية التي تدين بها، ولذا كانت كل جماعة منهم ترى أن زعيمها بدأ ينحرف عن المبادئ التي تعترف بها انشقت عنه وعن أفراد فرقتها وكونت لها فرقة خاصة، وهذا هو السبب في تعدد فرق الخوارج وتشعبها. ومن الفرق الفرقة ألاباضية والفرقة الصفارية والأزاردة والعجاردة والنجدات وغيرها. وكانت كل فرقة تنقسم إلى فرق صغيرة عديدة، وقد ذكر الشهرستاني في كتابه (الملل والنحل) ثماني فرق من الأزارقة. ولا ريب أن انقسام الخوارج إلى فرق متعددة كان عاملا قويا في إضعاف شأنهم وزوال هيبتهم

معتقدات الخوارج السياسية

<<  <  ج:
ص:  >  >>