للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وردزورث وشقيقته فآثرا البقاء في مدينة غوسلار حيث نظم قصائده في (الطفولة الإنكليزية). ولم يستفد وردزورث من هذه السياحة بقدر ما استفاده صديقه كولدرج، فقد أصبح كولدرج قادرا على النطق باللغة الألمانية كأبنائها، وعلى أثر رجوعه من ألمانيا ترجم كتاب (ولنشتين) للفيلسوف شيلر. إلا أن إلمام وردزورث اليسير بهذه اللغة لم يكن بعيد الأثر في حياته الأدبية. رجع وردزورث وشقيقته من ألمانيا يحدوهما الشوق والحنين إلى أرض الطفولة، وكان ذلك في ربيع سنة ١٧٩٩، وفي طريقهما عرجا على سوكبرن ليزورا أصدقاءهما آل هتشنسن. وما كاد كولدرج يسمع بذلك حتى لحق بهما إلى سوكبرن في صيف تلك السنة

في إقليم البحيرات مرة ثانية

وفي هذه الزيارة أتيح لوردزورث أن يرود هو وكولردج ودوروثي وبعض الأصدقاء إقليم البحيرات مرة ثانية، وخصوصا مع عصبة كهذه دأبها التأمل، وفي حين اكتملت فيه عقلية وردزورث وأرهف حسه للتشبع من جمال الطبيعة في هذا الإقليم الذي ألفه منذ صباه. وإقليم البحيرات من أجمل البقاع في بلاد الإنكليزي على الإطلاق، وهو يقع على حدود سكوتلندا في مقاطعتي وستمولند وكمبولند حيث ولد شاعرنا. وفيه نحو ست بحيرات متقاربة، تحيط بها جبال شاهقة وتطوقها مناظر طبيعية رائعة. في هذا الإقليم قضى كل من كولدرج وسذي قسما من حياته، وفي هذا المحيط نشأ شاعرنا وترعرع، فلا غرو إذا أمه بعيد رجوعه من ألمانيا. ولاستطابته المقام والعيش في هذه البقعة استأجر فيها بيتا سماه (كوخ الحمامة). وفي القسم الأول من قصيدته (المعتزل صورة رائعة لحياةأولئك الأدباء في ذلك البيت. ولقد ذاع صيت هذا الإقليم واشتهر باشتهار أصحابه الشعراء ورواده الأدباء فأصبح ولا يزال محجة لأهل الأدب والفن يقصدونه من جميع الأقطار الأوربية ليتعرفوا إلى البقعة التي خلدت أسماء شعراء البحيرة وخلدت في أشعارهم. وجعل مؤخرا من بيت وردزورث ورفاقه متحفا أودع فيه كل ما خلفه من آثار تظل تدل عليه وتنطق بنبوغه على مدى الأيام. ولقد وضع وردزورث سنة ١٨١٠ مقدمة لكتاب (مناظر منتخبة من كمبرلند) لولكنسن، وهو وصف بارع لهذه البيئة وسكانها

في تلك البقعة أخذ نجم وردزورث يسطع في سماء الشعر إذ ثم شرع ينظم قصائده الخالدة

<<  <  ج:
ص:  >  >>