للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

مبني على الرصد والحساب وعلى فروض تفرض لتعليل ما يرى من الحركات والظواهر الفلكية).

المراصد وبعض آلاتها والأزياج:

لم يصل علم الفلك عند العرب إلى ما وصل إليه إلا بفضل المراصد، وقد كانت هذه نادرة جداً قبل النهضة العلمية العباسية، وقد يكون اليونان أول من رصد الكواكب بالآلات وقد يكون مرصد الإسكندرية الذي أنشئ في القرن الثالث قبل الميلاد هو أول مرصد كتب عنه، ويقال إن الأمويين ابتنوا مرصداً في دمشق ولكن الثابت أن المأمون هو أول من أشار باستعمال الآلات في الرصد، وهو الذي ابتنى مرصداً على جبل قيسون في دمشق وفي الشماسية في بغداد، وفي مدة خلافته وبعد وفاته أنشأت عدة مراصد في أنحاء مختلفة من البلاد الإسلامية، فلقد ابتنى بنو موسى مرصدا في بغداد على طرف الجسر، وفيه استخرجوا حساب العرض الأكبر من عروض القمر وبنى شرف الدولة أيضاً مرصداً في بستان دار المملكة، ويقال أن الكوهي رصد فيه الكواكب السبعة. وأنشأ الفاطميون على جبل المقطم مرصدا عرف باسم المرصد الحاكمي، وكذلك أنشأ بنو الأعلم مرصدا عرف باسمهم، ولا ينبغي أن ننسى أن مرصد مراغة الذي بناه نصير الدين الطوسي في القرن السابع للهجرة من أهم المراصد التي قدمت بعلم الفلك تقدما محسوساً، ويوجد عدا هذه مراصد أخرى في مختلف الأنحاء كمرصد ابن الشاطر بالشام ومرصد الدينوري بأصبهان ومرصد البيروني ومرصد أولوغبك بسمرقند ومرصد البتاني بالشام ومراصد غيرها كثيرة خصوصية وعمومية في مصر والأندلس وأصبهان. . .

كان للرصد آلات وهي على أنواع، وتختلف بحسب الغرض منها، وهاك أسماء بعضها: اللبنة، والحلقة الاعتدالية، وذات الأوتار وذات الحلق، وذات السمت والارتفاع والآلة الشاملة، وذات الشعبتين، وذات الجيب، وذات المشتبهة بالناطق، والإسطرلاب وأنواعه المتعددة وقد اعترف الفرنجة بان العرب أتقنوا صنعته. وثبت أن الإسطرلاب وذات السمت والارتفاع والآلة الشاملة والرقاص وذات الأوتار والمشتبهة بالناطق كل هذه من مخترعات العرب عدا ما اخترعوه من المساطر والبراكير وعدا التحسينات التي أدخلوها على كثير من آلات الرصد.

<<  <  ج:
ص:  >  >>