للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

- ٣ -

طلب أحد الأمراء الموسرين في (هونفريا) إلى شوبير أن يقدم عليه ليعلم فتاته الموسيقى، فارتاح لهذا الطلب وأيقن أن الأمل طفق يبسم له، فودع (ايمي) ووعدها بأن يكاتبها وسار وراء الأمل الجديد

دخل المنزل فاستقبله الوالد بابنتيه (ماريا وكارولين). نظر شوبير في وجه (كارولين) فأدرك أن هذا الوجه هو وجه الساخرة، فاربّد وجهه وتقلصت شفتاه. ولكنه هدأ نفسه وكظم غيظه. وغادر الوالد المكان، وعدت وراءه (ماريا) لأنها لا رغبة لها في الموسيقى، وخلا له ولها المكان

قالت كارولين باسمة:

- أريد أن أعرفك، لأنني جعلت درس الموسيقى سبباً!

- أتودين أن تسخري مني أيضاً؟

- لا يا شوبير! أريد منك أن تغلق هذا البيان

فدنا شوبير من البيان وأغلقه بهدوء، فضحكت كارولين وقالت:

- في إمكان الإنسان أن يغلقه بدون ضوضاء! قد شعرت بخطيئتي العظمى، وإني لأرجو أن تصفح عني. . .

- قد صفحتُ!

- إذا سنبدأ غداً. . .

وفي اليوم الثاني كان (شوبير) يلقي على تلميذته قواعد في الموسيقى وفي الإيقاع، ويبدي لها أن الإيقاع هو حياة الموسيقى وأصل توازن ألحانها؛ ويعرض عليها مقطوعة صغيرة له تتلوها بصوت عال، فتتلو السطر الأول والثاني ثم يتعالى صوتها شادية مرنمة يتلاشى أمام نغماتها ونبراتها عزف البيان ولحن القيثار، فيذهل شوبير وأي ذهول! ويتصاغر أمام جلال هذا اللحن المتناسق؛ حتى انتهت من تلاوتها وجاءت على هذه الكلمة (وهي مقطوعة مهداة إلى الفتاة ايمي) فثارت في نفسها غيرة عميقة، لأنها كانت تشعر بأن هذا الفنان يجب أن يكون لها وحدها، فطلبت إليه أن يقدم لها في المرة الثانية من أغانيه ما لا تشركها فيها امرأة! ولتكن تلك الأغنية التي لن تكمل. . . ولكن هذه الأغنية ظلت غير تامة لأنه لم

<<  <  ج:
ص:  >  >>