- عش سعيداً يا شوبير! ولا تحزن. إنك تملك شيئاً هو أسمى من كل شيء. . . هو الفن الذي يعطيك الخلود
طفرت من عينها دمعة، وانصرفت راكضة لأنها لا تستطيع أن تقف أمام هذه السحابة الجارفة التي يسوقها فن عميق سامٍ جارف
عاد (شوبير) إلى لحنه، فأبقى ما عزفه، ومزق تتمة اللحن، وكتب حول ما مزقه:(ليكون دليلاً على حبي الذي لا ينتهي، جعلتُه لحناً لا ينتهي). وخرج (شوبير) يسلك الطريق الذي أبصر أحلامه الواثبة، والآن يبصر نفسه المكتئبة؛ وما زال يقذف به السير حتى وقف على تمثال (مريم العذراء) وهنالك تمازج كل ما فيه من عوامل متضادة، من يأس ورجاء. من غبطة وكآبة، وفن ومثل أسمى، لتؤلف هذه العوامل (أنشودة السلام الملائكي) التي خلدت شوبير في عالم الموسيقى. .