السوداء. . . ينتوي أن يسرق هيلين إذا لم يكن من حظه أن يقع اختيارها عليه ليكون بعلاً لها، وأنتم السادة النُّجب من علية الإغريق وجيرة الأولمب، أفترضون أن يحدث هذا الحدث في أمر كلكم شاركتم فيه من قبل؟. . .)
ويجيب المدعون في صوت واحد:(حاشا حاشا! لنقسم جميعاً. . .) وأشرقت هيلين على الملأ، وكادوا يفتتنون بعد إذ أقسموا، لولا أن أرسلت الفتاة صوتها الموسيقي الرنان. . . تختار ملك إسبارطة، الملك منلايوس، ليكون زوجها الوفي الأمين!!
وطأطئوا رؤوسهم. . . وانصرف أحدهم في إثر الآخر. . .
رسا أسطول باريس في مرفأ ليسديمونيا الأمين، وخرج الإسبارطيون وعلى رأسهم ملكهم ومليكتهم للقاء أبن بريام العظيم، حيث شاع أنه ينزل ضيفاً كريماً على صاحبي العرش، فيلبث أياماً في ضيافتهما، ثم يعود أدراجه إلى طروادة مصطحباً عمته الأيم هسيونيه!
وتقدم الملك والملكة فسلما على الضيف الشاب، وتحرك الموكب الكبير في طريق حُفت بالشعب الطروب، وفُرشت بأوراق الورد، وتأرجت في جنباتها أنواع الرياحين. وكانت فرق من الموسيقيين تعزف هنا وهناك، فتراقص ألحانها العذبة حبات القلوب. وكم كان جميلاً رائعاً إنشاد الجنود وقد وقفوا صفوفاً صفوفاً، كلما مر الموكب الملكي بفرقة منهم دوى هتافها حتى يبلغ عنان السماء. . . فإذا فرغوا وصلت هتافهم فرقة تالية. . . وهكذا. . .
وكان سرب من أجمل قيان اليونان وحسانها يحيط بالملكة الجميلة، وقد قصرن ثيابهن وأرسلن شعورهن، فبدون فتنة الركب، وكن سحر الموكب، ولفتن من باريس بصره وسمعه وفؤاده!
وكان الفتى يخالسهن نظرات مشغوفةً، وكن بدورهن يبسمن له ويتبرجن، حتى التقت عيناه بعيني الملكة. . . فنسى نفسه!!
لقد خُيل له أن قلبه انخلع من مكانه الذي بين جنبيه، ليتأرجح في مقلتيه! أين رأى هذه الملكة من قبل يا ترى؟ إنه لم يذهب إلى الأولمب قط، وهل لبشري أن تطأ قدماه أرض الأولمب فيرى مثل هذا الجمال الساحر، والحسن الفتان؟
الحق أن هيلين تعمدت أن تشك قلب باريس في قوة وعنف، حين أدركت رُسُل العيون