الشهير (سبعة أعمدة من الحكمة وهذه الأعمدة السبعة هي: القاهرة وأزمير وقسطنطينية وحلب وبيروت ودمشق والمدينة. وكان الكولونل لورنس قد بدأ في كتابته منذ سنة ١٩٢١، وفيه يقص سيرة أعماله المدهشة في بلاد العرب، وما اشترك في تدبيره من الثورات والانقلابات والوقائع الغريبة التي انتهت بتمكين الإنكليز من الاستيلاء على فلسطين والعراق، وسيرة مغامراته الشخصية، وفيه روايات وأسرار خطيرة عن كثير من القادة والزعماء الذين عملوا مع لورنس. وفي سنة ١٩٢٦ ظهر كتاب (أعمدة الحكمة السبعة) وظهرت منه فقط مائة وعشرون نسخة باسم المشتركين، فكأنه لم يطبع ولم يذع في الواقع إلا في دائرة خاصة جدا، ثم لخص منه لورنس كتاباً آخر هو (الثورة في الصحراء) وهو الذي طبع وأذيع بكثرة، وقد كان من أكبر أماني أصدقاء لورنس والمعجبين به، أن يخرج كتابه الشهير في طبعة جديدة ذائعة، والآن تتحقق هذه الأمنية بعد وفاته، ويصبح كتاب (أعمدة الحكمة السبعة) في متناول كثيرين ممن لم يحظوا باقتنائه
مآسي التاريخ
صدر أخيراً كتاب جديد للمؤرخ الفرنسي ح. لينوتر الذي توفي منذ أشهر قلائل، عنوانه:(مآسي التاريخ وقد اشتهر لينوتر بنوع خاص من التاريخ لبث يكتبه أعواماً طويلة في جريدة الطان تحت عنوان: (التاريخ الصغير) وفيه يتناول من حوادث التاريخ المنسية ومآسيه الطريفة ما يفوق في الحقيقة كثيراً من وقائع الخيال، وتوفر لينوتر على دراسة هذا النوع، حتى أصبح أستاذه الحقيقي، وكانت الثورة الفرنسية وحوادثها العجيبة أعظم مصادره، فتناول كثيراً من حوادثها الخفية وتفاصيلها العجيبة التي يغفل عنها المؤرخ العام وأخرج فيها كتباً ورسائل ساحرة، ومن مؤلفاته الشهيرة في هذا الباب:(من ثورة إلى أخرى) و (من السجن إلى النطع) و (ملك بلا مملكة) و (باريس الثائرة) وغيرها، وأما كتابه الأخير (مآسي التاريخ) فقد كتبه في أواخر حياته، وتناول فيه عدة مآس شهيرة مثل سقوط الجيرونديين، ومصرع الدوق دنجين، ومقتل الكاتب بول لوي كورييه وغيرها، وكتبها بأسلوبه القوي الساحر، الذي يدنو في تفاصيله من الرواية، ويجمع في جوهره عناصر التاريخ المنسية، وقد كانت فصول لينوتر التي تنشرها (الطان) مثلا بديعاً لهذا النوع الشعبي من التاريخ، وكان لينوتر دائب التوفر على إخراجها حتى أواخر أيامه، بل