للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وانقطع للبحث والكتابة، ووضع كثيراً من مؤلفاته في هذه الفترة التي استطاعت تسعة أعوام أخرى حتى وفاته في شهر ربيع الثاني سنة ٤٢٠هـ (١٠٢٩م).

- ٢ -

يقدم إلينا ابن خلكان ثبتاً حافلاً من مصنفات المسبحي، وفي هذا الثبت القوى المتباين معاً ما يدل على ما كان يتمتع به هذا الذهن الممتاز من نواحي التفكير والثقافة المتعددة، فقد ألف المسبحي في التاريخ والجغرافيا والأدب والاجتماع والفلك كتباً بل موسوعات ضخمة، وإليك مفردات هذا الثبت الذي يقدمة إلينا ابن خلكان: كتاب التاريخ الكبير في ثلاث عشرة ألف ورقة، كتاب التلويح والتصريح في معاني الشعر وغيره في ألف ورقة، كتاب الراح والارتياح في ألف وخمسمائة ورقة، كتاب الغرق والشرق في ذكر من مات غرقاً وشرقاً في مائتي ورقة، كتاب الطعام والأدام في ألف ورقة، كتاب درك البغية في وصف الأديار والعبادات ثلاث آلاف وخمسمائة ورقة، قصص الأنبياء عليهم السلام وأحوالهم ألف وخمسمائة ورقة، كتاب المفاتحة والمناكحة في أصناف الجماع ألف ومائتا ورقة، كتاب الأمثلة للدول المقبلة وهو في النجوم والحساب خمسمائة ورقة، كتاب القضايا الصائبة في معاني أحكام النجوم ثلاثة آلاف ورقة، ورقة، كتاب جونة الماشطة في غرائب الأخبار والأشعار والنوادر ألف وخمسمائة ورقة، كتاب الشحن في أخبار أهل الهوى وما يلقاه أربابه ألفان وخمسمائة ورقة، كتاب الشجن في أخبارأهل الهوى وما يلقاه أربابه ألفان وخمسمائة ورقة؛ كتاب السؤال والجواب ثلاثمائة ورقة؛ وكتاب مختار الأغاني ومعانيها، وغير ذلك من الكتب؛ ويقول لنا ابن خلكان أيضاً إن مصنفات المسبحي بلغت نحو الثلاثين

وهو تراث حافل ضخم ينم عن غزارة مدهشة ويشهد من حيث تنوعه لصاحبه بطرافة يندر توفرها في آداب هذا العصر؛ بيد أننا لم نتلق من هذا التراث شيئاً يذكر، ولا نكاد نظفر في عصرنا للمسبحي بأثر تام أو فصل تام، وقد اشتهر المسبحي بالأخص بتاريخه الكبير، الذي يصف لنا محتوياته في مقدمته فيما يلي: (هو أخبار مصر ومن حلها من الولاة والأمراء والأئمة والخلفاء، وما بها من العجائب والأبنية واختلاف أصناف الأطعمة، وذكر نيلها، وأحوال من حل بها إلى الوقت الذي كتب فيه، وأشعار الشعراء، وأخبار المغنين، ومجالس القضاة والحكام والمعدلين والأدباء والمتغزلين وغيرهم)، وإذن فقد كان

<<  <  ج:
ص:  >  >>