للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أداء، إن الكتاب بحكم وظيفتهم إدلاء، ومن واجب الدليل أن يكون في الطليعة، لكنهم يخشون العزلة، وتراهم يفتشون عمن يحل محلهم، ثم يلتجئون إلى حلقة منزوية من أصحابهم وزملائهم، يصوبون جامات الغضب على القادة المضلين لكن همسهم هذا ويا للأسف لا تسمعه غير آذانهم. . . .

وشكا جيد من قلة إخلاص الكتاب فيما يكتبون. . . وشكا مالروا من تدجيلهم لينيل المال والجاه. . . .

والخلاصة قد أوضح الكتاب أن المجتمع البرجوازي لا يمكن الكاتب من أن يخلص فيه لفنه وأدبه، وقد شذ بعض القصصيين الإنكليز، إذ أطروا الحرية التي تمنحهم إياها النظام الديمقراطي القائم في بلادهم، لكن وجد من بينهم من تصدى لهذه الفكرة، وأبان لهم أن هذه الديمقراطية البرجوازية التي يتبجحون بها لا تشمل غير طبقتها وهي مع ذلك صائرة إلى الزوال يتآمر عليها أبناءها البرجوازيون

نشطت حركة الحاضرين في إحدى الجلسات نشاطاً زائداً واشرأبت الأعناق وحملقت العيون وأخذوا يتهامسون بكثير من الدهشة: (مندوبو السوفيت) كأنما هؤلاء هبطوا عليهم من جرم سماوي لم يأتوهم من بلاد تدعى الاتحاد السوفييتي فوق هذه البسيطة، يريدون استطلاع ما ظهر من هيئتهم وما استتر. ثم ساد سكون رهيب استعداداً لسماع الرد المستمد من التجربة الصحيحة على ما جاء في خطاب المسيو بندا، غير أن مندوبي السوفيت خيبوا هذا الظن واكتفوا برد المسيو كهينو والمسيو نيزان، وأتوا على وصف بعض مناحي الأدب السوفييتي الجديد

وقال إهرمبورغ صاحب كتاب (ثاني أيام الخليقة) ما خلاصته:

(إذا كان الكاتب في المجتمع البرجوازي يكرم ويمجد باعتبار إنه قام بخدمة وطنية تعادل الخدمات التي يقوم بها أمثاله في البلاد الأخرى، ويقرأ كتبه من أراد أن تسمو مداركه أو أن يجد لذة يملأ بها أوقات فراغه - والقراء في هذا المجتمع من توفرت أسباب حياتهم قليلون - وإذا كان القراء لا يقرئون الأدب بقصد أن يستعينوا بما يقرئونه في حياتهم الخاصة والعامة وأن يجدوا فيها هدياً لقلوبهم وسموا لنفوسهم وما يضمرون، فلا يكون لما يشاهدونه في ليلتهم من عواطف نبيلة على أحد المسارح أو لما يقرئونه في إحدى

<<  <  ج:
ص:  >  >>