وصحح أيضاً التاريخ الكبير للبخاري، وهو تحت الطبع في الهند. . . إلى غير ذلك مما يستحق عليه شكر العلماء والأدباء من أهل الشرق والغرب
محمد شفيق
النونة
تابع الأستاذ (دريني خشبة) في مقالة في (الرسالة)(العدد ١١٣) بعض الكتاب في إطلاق لفظ (النّونة) على الخط الذي يلي الأنف في الخد البارز المستدير، وسأل الرسالة رأيها في صحة هذا الإطلاق
والمعروف أن (النونة) هي النقرة في ذقن الصبي، كما جاء في اللسان والقاموس والتاج والنهاية وغيرها، وفي حديث عثمان أنه رأى صبياً مليحاً فقال:(دسموا نونته كي لا تصيبها العين) أي سودوها. وقال الأزهري: هي الخنعبة والثومة والهزمة والوهدة والقلدة والهرتمة والعرتمة والحثرمة
على أن الخنعبة والثومة ليست النقرة في الذقن كما قال الأزهري، ولكنها مشق ما بين الشاربين، أي إنما هي هذه الوهدة التي تمتد من وترة الأنف إلى منتصف الشفة العليا
والهزمة كل نقرة في الجسد، وتخص بالنقرة التي في أعلى الصدر مما تحت العنق
والهرتمة والحثرمة والعرتمة: الدائرة التي في أعلى الشفة العليا، وليس في ذلك ما يصح إطلاقه على الخط الذي يلي الأنف، وإنما ذلك الخط هو القسمة، والله أعلم.
علي الطنطاوي
سيرة تيمورلنك
سألني أحد أدباء الخرطوم عن كتاب عربي يقرأ فيه سيرة الفاتح التتري الكبير تيمورلنك، فأجيبه على صفحات الرسالة بأن أنفس مصدر في هذا الموضوع هو كتاب (عجائب المقدور في أخبار تيمور) لشهاب الدين المعروف بابن عربشاه الدمشقي؛ وهو قطعة فذة من الأدب التاريخي والبيان الرائع؛ وقد كتبه مؤلفه بعد وفاة تيمور بنحو جيل فقط، واستقصى أخباره من مصادرها ومواطنها، وشهد غزوه لدمشق صغيراً، وقد طبع هذا الكتاب مراراً بمصر وأوربا وترجم إلى اللاتينية منذ القرن السابع عشر