الأجنبية بالجهود العلمية أيا كان مصدرها، إذا بنا نجد الصحافة المصرية على النقيض من ذلك لا تكاد تهتم باستعراض أي مجهود علمي محلي، ولولا أنها نلزم هذا الركود النقدي المؤلم، لكنا قرأنا عن كتاب الأستاذ رفعت وكتب غيره من مواطنينا الفضلاء، فصولا وفصولا قبل أن نقرأ عنه في الجريدة السويسرية. فمتى تعنى صحافتنا بهذا الجانب المنسي من مهمتها؟ ومتى تعنى بالنقد العلمي الصحيح، وتحله منها المكان اللائق؟
شعر الزهاوي يترجم إلى الألمانية
ترجم الأستاذ الدكتور ودمر أستاذ فلسفة في جامعة برن إلى اللغة الألمانية شعراً ملحمة الأستاذ الزهاوي التي عنوانها:(ثورة في الجحيم) مع خمسين قصيدة وثلاث وخمسين رباعية، ونشر كل ذلك في كتاب جعل عنوانه:(جميل صدقي الزهاوي) وقد صدر الجزء الأول منه
الابتذال الرفيع
اشتهر الأمريكيون بالشذوذ في كثير من الأمور؛ ولكن لم يكن من المتصور أن يطغى هذا الشذوذ حتى على الاعتبارات والتقاليد العلمية التي ترتفع في كل البلاد المتمدينة عن كل ابتذال. فقد قرأنا في بعض الأنباء الأخيرة أن الأمريكيين ينتظرون عودة الممثلة السينمائية الشهيرة جريتا جاربو إلى أمريكا بفارغ الصبر، وأنهم اعتزموا أن يظهروا إعجابهم بها وبمواهبها بطريقة جديدة لم تكن تخطر على البال. وذلك أن (جامعة جنوب كاليفورنيا) قد أصدرت قراراً خلاصته أن تدعى جريتا جاربو من هوليود إلى حفلة استقبال تقيمها الجامعة وتمنح فيها الممثلة الشهيرة إجازة (الدكتوراه الفخرية) تقديراً لمواهبها الفنية، وينتظر أن يكون هذا الاحتفال الأول من نوعه فريداً في فخامته وطرافته، وفيه تلقي جريتا محاضرة في موضوع فني. ويقال فوق ذلك إن الممثل الهزلي الشهير شارلي تشابلن، سيدعى إلى الجامعة لنفس الغرض وسيمنح إجازة فخرية لنفس الاعتبارات، تقول، وهكذا يبتذل كل شيء في أمريكا، حتى التقاليد العلمية التي تتخذ في كثير من الأمم والجامعات العريقة لوناً من القدسية؛ ولكن أمريكا ليست بلداً عريقاً في المدنية ولا التقاليد، والعلم فيها بضاعة مزجاة، والإجازات الجامعية فيها لا اعتبار لها، وهي تنثر على الطالبين بأيسر أمر