التاريخ والجغرافيا والآداب والطبيعيات والتدبير المنزلي. هذا ولما كانت المدارس الحديثة تبني جامعة لكل أسباب الراحة والصحة، فأنه يجب أيضاً أن يعنى بزخرفتها عناية خاصة حتى يعيش النشء بين مناظر الفن والجمال
وليس الفن الإنشائي خاصة لأقلية صغيرة من الناس؛ فقد دلت معارض الأطفال الفنية على مقدرة لم تكن للنشء من قبل. وقد آن الأوان لأن يشغل التعليم الفني مكانته في جميع درجات الدراسة، وأن يكون من أهم العناصر في نظم التربية وبرامج التعليم
هجرة الكتاب والعلماء من ألمانيا
ليس من ريب في أن قيام طغيان الوطنية الاشتراكية في ألمانيا ضربة للعلوم والآداب والفنون الألمانية، وقد ظهرت آثار السياسة الهتلرية في انحطاط مستوى الدراسات العلمية والفنية في ألمانيا انحطاطاً ظاهراً، وفي تدهور الصحافة الألمانية إلى الحضيض بعد أن كانت في مقدمة صحافات العالم، وفي انحلال النهضة الأدبية الألمانية؛ ومن المعروف أن معظم العلماء الألمان قد اضطروا إلى الفرار من ألمانيا لأنهم من اليهود أو لأنهم لا يناصرون النظام الهتلري. وقد أثيرت هجرة العلماء الألمان في مؤتمر استقلال المباحث العلمية الذي عقد أخيراً في اكسفورد، وتلا الستاذ نورمان بنتوتش الإنكليزي على المؤتمر تقريراً ضافياً عن الاضطهادات التي وقعت في ألمانيا على العلماء الذين رفضوا مناصرة السياسة النازية، ويبدو من الإحصاءات التي تلاها أن العلماء الألمان الذين فقدوا مناصبهم في ظل الحكم الهتلري يبلغ عددهم زهاء ألف ومائتين، وعلق الأستاذ على ذلك بقوله إن مطاردة العلماء على الجملة إلى مثل هذا الحد ليس لها نظير في التاريخ منذ فتح الأتراك القسطنطينية في سنة ١٤٥٣م، وهو فتح أعقبه هجرة العلماء البيزنطيين إلى غرب أوربا. ومما يجدر ذكره أن نحو خمسين من هؤلاء العلماء المشردين قد استخدمتهم الحكومة التركية في معاهد استانبول وأنقرة
هذا وأما الكتاب الألمان فيكفي أن تعرف أن أكابرهم يعيشون الآن في المنفى في سويسرة وإنكلترا، ومنهم كثير من الكتاب الآريين (غير اليهود) مثل توماس مان عميد الأدب الألماني المعاصر والحائز على جائزة نوبل، وأخوه هنيرش مان وولده كلاوزه، وقد جرد معظم أولئك الكتاب من أملاكهم وأموالهم في ألمانيا وحظر على المطابع الألمانية أن تخرج