الجحيم، في ذلك اليوم العظيم، وليذودوا عن طروادة، حليفتهم؛ ويدفعوا. . .!
وهاهم أمراء ميديا، أقبلوا في عدة وعديد، وكل جبار مريد!
أنظر إذن إلى الجيشين في مد وجزر، تبسم لأحدهما الآمال، وتعبس للآخر المنايا؛ تدور الدائرة، فيفلذ المنهزم، ويتأخر المتقدم، وهكذا دواليك
وتغيب الشمس وتشرق. . . . .
ويبزغ القمر. . . ويغرب
وتكر الأيام، وتمر السنون!
وكلما لاحت للطرواديين غفلة من أعدائهم خرجوا إليهم وهم ألوف فنالوا منهم، حتى إذا كروا عليهم عادوا إلى معاقلهم فلاذوا بحصونها، واعتصموا بأبراجها، وتلبثوا هناك حتى تتاح لهم فرصة أخرى
وكان الهيلانيون يرسلون البعوث والسرايا، فتجوب الريف، وتؤب بالغنائم والفيء، والأسلاب والسبي، فيقتسمها القادة، ويفيضون منها على الجند
وهاجموا مرة إحدى القرى، فكان من جملة السبي فتاتان ذواتا رقة وفتون. أما أحدهما فكانت من نصيب أجاممنون، واسمها خريسيز، وهي ابنة كاهن القرية الورع، حبيب أبوللو وخليله وصفيه، القديس خريسز. وكانت فتاة لعوب حلوة الدل رشيقة الروح، وكان أبوها يحبها حبا جما لا تعدل بعضه كل مباهج الحياة!!
أما الأخرى فقد خلصت لأخيل وأخلصت له الود، وصافاها هو المحبة، فكان أحدهما للآخر في هذه المحنة القاسية الصدر الحنون، والقلب النجي، والملاذ الأمين. اسمها بريسيز، وأبوها شريف من أشراف هذه الناحية التي نكبت بتلك الحرب الضروس، فصليت لظاها، وطحنتها رحاها
وعلم كاهن القرية بما كان من أمر ابنته، فازدحمت على قلبه هموم الحياة، وأحس في أعماقه بثقل البلية، وشعر كأنه جرد من كل شيء حتى من نفسه
وبدا له أن يذهب إلى قائد الجند الهيلاني فيفتدي خريسيز، ولو نزل لأجاممنون عن كل ما