وتردد قيصر في الجواب ورنا ببصره إلى ما وراءه فوجد قائمة في مدخل البحر معلقا بها (حزام النجاة) مشدودا بحبل إلى القائمة. فقال:
- (كلا، إنني لا أقذف بنفسي في اليم إذ أني لا أجيد السباحة، ولا يمكنني أن أسدي للغريق نفعا)
وصاح راند بصاحبه:(أي جبان!) ضمنها شيء من السخرية
وحدقت شيلا في قيصر الذي يحمل اسما كثير الوعود والآمال. وسألته مرة أخرى:
- (إذن تتركه يغرق؟)
فأجاب قيصر:(كلا)
وقبل أن يتم حديثه أخذ السابح - وقد كان على وشك النسيان منهم - في أن يثير المسألة بنفسه. وكانت مفاجأة عجلى ساعة أن رفع السابح ذراعيه في الهواء وصرخ مستغيثا.
فنزع راند معطفه. ثم تردد وقال في نفسه: هل من الأنصاف أن أضحي بحياتي؟ ولاشك أنه رأى في هذه اللحظة الماء في تلك البقعة أعمق منه في المحيط، ثم هو أصقع من ثلج القطب.
وحثته شيلا، وقد بدأ القلق ينتابها:
- (أسرع إنه يشرف على الغرق)
وصاح الرجل من الماء في صوت يكاد يختنق:
- النجدة، النجدة!!
وصاحت شيلا مرة أخرى:
- (أسرع، أسرع وإلا ذهبت أنا بنفسي إليه)
وقال قيصر بينما كان منافسه يتباطأ بشكل مزر ليخلع حذاءه:
- (قفي مكانك!)
ثم انتزع (حزام النجاة) واتخذ موقفا كالذي اعتاد أن يقفه في عصر كل يوم سبت لرماية القرص. ثم رمى رميته فتطاير الحزام مع الهواء ورسم في الفضاء قوسا عاليا، ثم انبطح دفعة على الماء. وقد كاد يسقط على رأس المشرف على الغرق وقال قيصر وقد تملكته