وكانت شيلا ترقب رميته وتتابعها بنظرات وجلة. فلما أن اقتيد الرجل الذي نجا وجيء به إلى الشاطئ وأفرغ زفيره وتأوهاته، سأل عمن رمى إليه بحزام النجاة، فأشارت شيلا إلى قيصر وقد تملكها الفخار
وحدق الرجل الذي نجا من الغرق في قيصر وقال له:
- (ظننت حقا أن حياتي قد انقضت، إذ أصبت بتصلب في الشرايين فجأة. . . لقد كانت رمية متقنة)
وأفصحت شيلا عن قيصر بقولها:
إنه رئيس جمعية رماية القرص
وقال الرجل وقد أدرك سر الأمر:
- (آه، لهذا كانت تلك الرماية محكمة. والآن اسمح لي أن أقول لك إنك أستاذ ماهر. ولو أنك لم تكن هنا لكنت الآن في ناحية ما من قاع البحر. . . إنني أود من صميم فؤادي أن أقدم لك خدمة بأي حال، فعرفني ماذا تريد)
وما فرغ من كلامه حتى أخذ ينظر إلى قيصر من قمة رأسه إلى أخمص قدميه، ثم سأله:
- أين تعمل؟
فأجاب قيصر:
- (في محل دولتل وشركائه)
- (واسمك؟)
- (قيصر سمث)
وقال الآخر بصوت خافت:
- (إن قيصر اسم بديع) ثم أفصح وقال: (واسمي بلوارك) وأعقبه قيصر متسائلا:
- (من مصنع ينيفرسال للسيارات؟!) فقد كان اسم بلوارك معروفا للجميع، حتى لصبية الشارع
فقال هذا: - (نعم، وإن لم تعلق أهمية خاصة على وظيفتك الحالية فإني أتقبلك في محل