موضع من روايته (نساء وندسور المرحات) واصفا إياهن بقوله: إنهن سوداوات اللون أو رمادياته أو خضراوته أو بيضاوته
وكن لا يخرجن إلا في غسق الليل، فيعقدن مجالس الأنس والطرب تحت ظلال الأشجار، بينا أهل الأرض نيام. وفي (العاصفة) نرى بروسبيرو يخاطب إحدى هذه الجنيات قائلا: (ستخرجين الليلة ويصيبك فيها برد شديد، قد يؤدي إلى تشنج في أعصابك فتألمين منه أشد الألم، وستحيط بك الجنيات في الليل فينفذن فيك مالهن من قوة)
تعيش الجنيات في الحقول المغطاة بالأزهار والرياحين، أو في الأماكن الخلوية من اليابسة والماء، سيان عندهن التلال والوديان، الغابات والمروج؛ وكثيرا ما تراهن بجوار الينابيع وضفاف الأنهار؛ أو في أعماق المحيطات والبحار، وقد وصف الشاعر أحد هذه الأمكنة بقوله:(إني لأعرف شاطئا تهب عليه الرياح، وتنبت فيه أزهار الياسمين والزنبق محاطة بالورود الجميلة المنظر) أما الملكة فهي تود الاجتماع في جميع الأماكن التي اعتدن فيها اللقيا، فهي تلقي الأوامر على أفراد رعيتها قائلة:(لنلتقي على التلال أو في الوديان، بجانب الينابيع المرصوفة، وعلى شواطئ الأنهار الذهبية، أو في أعماق البحار الرملية، وهناك نحتفل برقصنا على موسيقى الرياح الهائجة)
إن أشهر أسماء هذه الجنيات التي ذكرها شكسبير في رواياته ثلاثة أولها أبيرون الذي يعتبر ملكا على هذه الطائفة من المخلوقات؛ أما تيتانيا فكثيرا ما يطلق عليها اسم الملكة ماب وهي تعتبر باعثة للأحلام كما يظهر في رواية روميو وجوليت:(أني لأعتقد أن الملكة ماب كانت معك فهي وسيطة الجنيات وملكتهن لا يزيد حجمها على حجر صغير أو إصبع من أصابع الرجال، وكثيرا ما تصبح بشكل ذرة ترتكز على أنوف الناس عند نومهم) فهي تبعث الأحلام والأخيلة اللذيذة، ولكنها لسوء حظ البشر في صراع دائم مع زوجها الملك أبيرون، ومن هذا الصراع قد يتأتى من الشرور والأضرار لبني البشر. أما آخر هذه الأسماء وهو بك فهو رسول الملك وحامل أوامره
في الفقرة السابقة رأينا الملكة ماب بحجم صغير، ومن هذا يمكننا أن نستنتج أن الجنيات ذوات حجم ضئيل، وقد وصفهن شكسبير في رواية العاصفة بقوله (حيثما تهبط النحل أهبط أنا وفي استطاعتي أن أنام دخل جرس من الأجراس فأتخلص من نعيق الغربان