للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

انقطع عنه منزلة ما لم يصب، وينزل ما طلب من ذلك ثم لم يدركه منزلة ما لم يطلب

وعلى العاقل أن يجبن عن الرأي الذي لا يجد عليه موافقا وإن ظن أنه على اليقين

وعلى العاقل إن اشتبه عليه أمران فلم يدر في أيهما الصواب أن ينظر أهواهما عنده فيحذره

من نصب نفسه للناس إمام في الدين فعليه أن يبدأ في تعليم نفسه وتقويمها في السيرة والطعمة والرأي واللفظ والأخدان. معلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال والتفضيل من معلم الناس ومؤدبهم

الناس إلا قليلا ممن عصم الله مدخولون في أمورهم، فقائلهم باغ، وسامعهم عياب، وسائلهم متعنت، ومجيبهم متكلف، وواعظهم غير محقق لقوله بالفعل، وموعوظهم غير سليم من الاستخفاف، يترقبون الدوال، ويتعاطون القبيح، ويتعاينون بالفخر

لا يمنعك صغر شأن امرئ من اجتباء ما رأيت من رأيه صوابا، واصطفاء ما رأيت من أخلاقه كريما، فان اللؤلؤة الفائقة لا تهان لهوان غائصها الذي استخرجها

أعدل السير أن تقيس الناس بنفسك، فلا تأتي إليهم إلا ما ترضى أن يؤتي إليك

ومن روع الرجل ألا يقول ما لا يعلم، ومن الأرب أن يتثبت فيما يعلم

إقدام المرء على ما لا يدري أصواب هو أم خطأ جماح، والجماح آفة العقل

خمول الذكر أجمل من الذكر الذميم

لا يوجد الفخور محمودا، ولا الغضوب مسرورا، ولا الحر حريصا، ولا الكريم حسودا، ولا الشره غنيا، ولا الملول ذا إخوان

ما التبع والأعوان والصديق والحشم إلا للمال، ولا يظهر المروءة إلا المال، ولا الرأي والقوة إلا بالمال؛ ومن لا إخوان له فلا أهل له، ومن لا ولد له فلا ذكر له، ومن لا عقل له فلا دنيا ولا آخرة له، ومن لا مال له فلا شيء له. والفقر داعية إلى صاحبه مقت الناس، وهو مسلبة للعقل والمروءة، ومذهبة للعلم والأدب، ومعدن للتهمة، ومجمعة للبلايا، ومن نزل به الفقر والفاقة لم يجد بدا من ترك الحياء، ومن ذهب حياؤه ذهب سروره، ومن ذهب سروره مقت، ومن مقت أوذي، ومن أوذي حزن، ومن حزن ذهب عقله واستنكر حفظه وفهمه، ومن أصيب في عقله وفهمه وحفظه كان أكثر قوله وعمله فيما يكون عليه لا

<<  <  ج:
ص:  >  >>