للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

البيتين الأفوه الأودي أبو علي، على ما ذكره الحريري في الخطب النُباتية في قوله:

وإذا نظرت إلى الوجود بعينكم ... فجميع ما في الكائنات مليح

وهذا من قصيدته الطردية في التشبيهات، وأولها:

وأنت يا غصن النقا ... ما أنت من ذاك النمط

وزعم مؤيد الدولة أبو خاذل أيدكين الجواليقي، صاحب المديح المأموني، في كتاب الصادح والباغم، في باب المراثي أنهما من باب قول الثعالبي:

لو كنت شاهين جارية الف ... ضل وكان الحريم منزلك

لابدّ الخ. . .

وليس بشيء والصحيح الأول

قال الشارح عفا الله عنه: نبدأ أولاً بما في البيتين من اللغة وثانياً بما فيهما من الإعراب، وثالثاً بما فيهما من التاريخ وتقدير المعنى، ورابعاً بما فيهما من البديع، وخامساً بالكلام على ما يتعلق بعروضهما، وسدساً بما يتعلق بعلم القافية

القول في اللغة:

قوله بكتوت: هو علم مركب من اللغة العربية والتركية، فبك بالعربي وتوت بالتركي، ومعناهما أمير توت مثل دمرطاس ومروان وقراحاً وما أشبه ذلك، ومن قال إن معنى ذلك بالعربية أمير النيروز فلا يتأتى له ذلك إلا إن كان النيروز في شهر توت على ما ذكره السخاوي في سمع الكيان

قوله امرأة: المرأة مشتقة من المرآة، وهي التي يرى الإنسان فيها وجهه إذا كانت في جيبه أعني السراويل، وكقول الأخطل:

ما أخذ المرآة في كفّه ... ينظر فيها للجمال المصون

إلا رأى الشمس وبدر الدجى ... ووجهه في فلك يسبحون

قوله جارية فيها قولان، منهم من قال: هي الساقية لأنها تجري من أسفل إلى فوق، واستشهد بقول الحطيئة:

نديمتي جارية ساقية ... ونزهتي ساقية جارية

جارية أعينها جنّة ... وجنّة أعينها جارية

<<  <  ج:
ص:  >  >>