للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تقاعدُهم من جَناح الزمان ... وما عملوا خطرَ المْركَب

عصافيرُ عند تهجّي الدروس ... مِهارٌ عرابيدُ في المَلْعب

خليّون من تبِعات الحياة ... على الأمّ يُلقونها والأب

جنونُ الحداثة من حولهم ... تضيق به سَعةُ المذهب

عدا فاستبدّ بعقل الصّبّي ... وأعدَى المؤدِّبَ حتى صبي

لهم جَرَسٌ مطربٌ في السراح ... وليس إذا جدّ بالطرب

توارت به ساعةٌ للزمان ... على الناس دائرةُ العقرب

تَشُول بإبرتها للشباب ... وتقذف بالسمّ في الشُّيب

يَدقّ بمطرقتيها القضاء ... وتجري المقادير في اللولب

وتلك ألا واعي بإيمانهم ... حقائب فيها الغد المختبي

ففيها الذي أن يقم لا يُعَد ... من الناس أو يَمضِ لم يُحسب

وفيها اللواء وفيها المنار ... وفيها التبيع وفيها النّبي

وفيها المؤخَّر خلف الزحام ... وفيها المقدمّ في الموِكب

ويقول في آخرها:

قد انصرفوا بعد علم الكتاب ... لبابٍ من العلم لم يكتب

حياةٌ يغامر فيها امرؤٌ ... تسلح بالناب والمخلب

وصار إلى الفاقة ابن الغنّي ... ولاقى الغني ولد المترب

وقد ذهب الممتلئ صحة ... وصح السايم فلم يذهب

وكم منجب في تلقي الدروس ... تلقى الحياة فلم ينجب

وغاب الرفاق كأن لم يكن ... بهم لك عهدٌ ولم تصحب

إلى أن فنوا ثلةً ثلةً ... فناء السراب على السبسب

ولنذكر لك مثالا أخر للمعنى الشعري من شعر شوقي أيضاً موضحين لك معناه الأصلي، وكيف استطاع صاحبه أن يحوله إلى معنى شعري بما أدخله عليه من المحسنات التي تلعب بالألباب لعب الشمول، قال يصف أبا الهول:

أبا الهول طال عليك العصُر ... وبلغت في الدهر أقصى العمُر

<<  <  ج:
ص:  >  >>