للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

توصل (بيران) من التجربة السابقة ومن أمثالها إلى معرفة

وزن ذرة الهيدروجين، وكان عليه أن يتساءل بعد ذلك هل

كان هذا الوزن لذرة الهيدروجين يتفق مع الرقم ذاته الذي

أمكن العلماء الحصول عليه من باب آخر يختلف في

موضوعه عن تجارب (بيران)، وهذا ما حدث بالذات عندما

قارن ذا العالم وزن الذرة الذي توصل إليه بوزنها الذي عرفه

العلماء من النظرية السينيتيكية.

وندع للقارئ أن يقدر مبلغ ما كان لهذا من الأثر العميق على نفسه، عند ذلك أراد أن يستوثق العالم من صحة ما وصل إليه فعمد إلى تغيير ظروف التجربة بإبدال الحبيبات حتى جعل حجم بعضها يبلغ الخمسين مرة حجم الأخرى، ولم يكتف بذلك بل غير طبيعة هذه الجسيمات، ثم عمد إلى تغيير السائل ذاته بما يجعل ميوعته تبلغ ١٢٥ مرة ميوعة السائل الأول، ولم يفت هذا الباحث الكبير تغيير كثافة المواد المستعملة التي كانت طوراً أضعاف كثافة السائل وتارة أقل من كثافته، إذ تعمل الأرض في الحالة الأخيرة على صعود الكرات بدل سقوطها، بعد ذلك غير حرارة السائل من درجة (- ٩) إلى درجة (٦٠) مئوية، ومع كل ذلك وجد (بيران) ومدرسته طوال هذه الحالات المختلفة القوانين ذاتها والأقدار الذرية ذاتها، وكان ذلك بلا ريب فوزاً علمياً كبيراً يذكره له التاريخ.

تلك كانت السبيل عند (بيران) ليتعرف على قدر الذرة من دراسة توزيع رأسي لجسيمات صلبة دخلت في الماء أو في أي سائل، وشاء لها القدر أن تتجاذبها جزيئات السائل فنتج بفعل ذلك، وفعل جاذبية الأرض التوزيع الذي ذكرناه، ونجتزئ الحديث، فلا نشرح للقارئ من عمل (بيران) الجزء الخاص بالحركة البراونية بالذات، فقد عين أيضاً عدد أفوجادرو، كما عين شحنة الإلكترون من دراسة دقيقة قام بها على مسارات الجسيمات كل على حدة داخل السائل، ويكفي أن نذكر أنه بدراسة مستفيضة على الحركة البراونية ذاتها وبتطبيق

<<  <  ج:
ص:  >  >>