للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حول الشراة

جاء في الرسالة عدد ٣١٨ في (خليل مردم بك) لأستاذ جليل هذه الكلمة

(لولا أن يغضب أو أن يشرى صاحبنا الأستاذ أبو اسحق اطفيش نزيل القاهرة، ومن علماء إخواننا الأباضية وفضلائهم لشننا على (الشراة) غارات، وفندنا (مقالاتهم) الخارجية بمقالات في (الرسالة الغراء) متلاحقات)

أيها الأستاذ الجليل - إني أنزهكم أن تتركوا ما تعتقدونه حقاً لغضب أستاذ أو صاحب. وهل يصح للموازين والنقاد الذين يسخطهم تفضيل شاعر على شاعر بباطل أو باعتقاد أنه باطل - إهمال فريق من الأمة له تاريخه وماضيه المبنيان على أساس مفند؟ سامح الله الأستاذ زكي مبارك فقد باع جميع أصدقائه لقوله حق يقولها أو فكرة يعتقد صوابها: فأرادنا كيف تنبذ الصداقات وتتضاءل قيم الرجال بجانب الحقائق

أنا أعتقد أن الأستاذ أبا اسحق لن يغضبه ما تكتبه، كما أعتقد أنه سيرد عليك إن تنكبت السبيل السوي

إن الأستاذ إبراهيم اطفيش كغيره من الأباضية ليسوا فئة متعصبة لرجال أو طوائف على بطلان وضلال؛ وإنما يتعصبون لحق يرونه مع إمام أو طائفة، فإذا اتبعوا مذهباً أو أخذوا بقول إمام - فلأنهم درسوه فوجدوه صحيحاً فاتبعوه. ولو أبنت لهم اليوم بطلان ما يذهبون إليه لنبذوه ورجعوا إلى الحق. ولا تخش أن تلاقي منهم عناداً ومكابرة؛ وإنما عليك بالحجة تجدهم لك أطوع من البنان

فأقدم أيها الأستاذ على عملك، ولا تخش غضباً، ما دمت مع الحقيقة والواقع

الشراة - يا أستاذ - طائفة من الناس حيروا العالم ودوخوا الدنيا وملئوا التاريخ ولم تخلص حقيقة القول فيهم إلى اليوم. ولقد يسرنا جداً أن تكتب فيهم مقالات متلاحقات تظهر ما أنبهم من أمرهم وجار من حكمهم وزاغ من عقائدهم، فتكون بذلك من المحسنين إلى التاريخ والحقيقة، ومن المحسنين إلى الشراة واتباع الشراة

ولقد يسرون - وهم في الأجداث - بما تكتبونه لأنكم تطلبون حقا - وقد كان شعارهم طلب الحق؛ فإن فعلتم أسديتم إليهم والينا جميلاً تطوق به الأعناق إلى يوم يحاسب على الجميل و (لا حكم إلا لله). وهل أجمل من إظهار حق غمطته السنون وغمرته (مقالات خارجية)

<<  <  ج:
ص:  >  >>