للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الذي يقف هنا نصيراً للحرية يجدر به أن يتذكر بأن حكومته هي الدولة الوحيدة من بين دول العالم التي حققت توسعاً استعمارياً إقليمياً في السنوات الأخيرة. وقال إن الشيوعية قد شنت حملات شعواء على الأنظمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في بريطانيا وفي جميع البلدان خارج منطقة النفوذ السوفيتي.

وجاءت هذه الحملات ارتجالية دون تحد سابق إلا العداء الكامن الذي تكنه الشيوعية لجميع المبادئ التي تخالفها في الغايات والسبل. وإن من الإنصاف أن ترد بريطانيا التهمة عن نفسها.

وقال مندوب جمهورية كولومبيا في أمريكا الجنوبية إن هدف هذا الميثاق هو في الواقع تقرير مبادئ أساسية لا للتدخل بين الدول ورعاياها أو بين الفرد والمجتمع.

وأصر مندوب بولندا على أن تكون بعض المبادئ الجوهرية للميثاق مستمدة من الفلسفة الماركسية وتقدم بأربع نقط ليدعم بها الميثاق وهي:

١ - أن الحقوق السياسية عديمة الجدوى إذا لم تعزز بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية.

٢ - يجب أن يكون القيام بالواجبات شرطاً لإعطاء الحقوق للفرد وحمايتها.

٣ - للشعوب الواقعة تحت الحكم الأجنبي أن تتمتع بمزايا الميثاق تماماً كما تتمتع به الشعوب المستقلة والدول الحاكمة.

٤ - يجب أن لا تكون موافقة الدول على الميثاق مدعاة إلى التدخل في شؤونها الداخلية.

وعقب مندوب بلجيكا الكونت دي وييارت نقطة الواجبات مطالباً بأن يتضمن الميثاق نصاً بالتزامات حسن الجوار، واقترح لهذا النص إحدى الوصايا العشر التي نص عليها الكتاب المقدس وهي (أحب لجارك ما تحب لنفسك).

وأبدى بعض المندوبين روح تسامح وسعة أفق ورغبة صادقة في التغلب على الخلافات الحادة. فقال مندوب جمهورية الشيلي في أمريكا الجنوبية مثلاً.

إن تحضير لميثاق عام كميثاق حقوق الإنسان أمر يتطلب الصبر والأناة وسعة الأفق والتسامح والرغبة الصادقة في التعاون وتقريب وجهات النظر. فإذا عجزنا أن نحمل السوفيات وحلفاءهم والدول الغربية على التسامح والتنازل عن بعض الخلافات الحادة، فلن يجدي جدلنا هذا نفعاً. ويجب كذلك أن تسعى لتقريب وجهات النظر في المبادئ الجوهرية

<<  <  ج:
ص:  >  >>