للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

من بين جميع الأمم بالقيم الأخلاقية والمثل العليا التي تجعلها جديرة بأن تتزعم قضية الأمن والسلام في العالم. إلا إنها في القوت الحاضر تفتقر إلى القوة وذلك نتيجة لإهمالها الوسائل العلمية والفنية التي توجد القوة وكم يتمنى إقبال لو اجتمع للأمة الإسلامية، إلى جانب المثل العليا، القوة التي تسندها وتؤازرها حتى تتمكن هذه الأمة من أن تلعب دوراً فعالاً لرخاء الإنسانية ورفاهيتها. وكثيراً ما يردد إقبال وقعة إسلام التتار، فإن التتار، قبل أن يسلموا، كانوا يمثلون القوة المحضة، أما المسلمون فقد ظلوا إبان انهزامهم حفظة للقيم الأخلاقية العزل من القوة حتى أسلم التتار، فكان ذلك بمثابة قران سعيد بين القوة والمثل العليا، كأن الإسلام استبدل سيفاً جديداً صارما بسيف مفلول، وهكذا استمرت عظمته بضعة قرون أخرى ولكن على الأمة الإسلامية واجباً آخر وهو العمق في دراسة المبادئ الإسلامية والتشبث بها، والإخلاص لها ريثما تتقدم بخطى ثابتة لاستكمال القوة، وذلك لأن الضعيف ربما يفقد الثقة في نفسه وفي مبادئه. وهل من شك إن الأمة الإسلامية إن هي تخلت عن مبادئها فحصولها على القوة سوف لا يكون ذا مغزى كبير. ولعل مظاهر التخلي عن المبادئ السامية تخاذل الشعوب الإسلامية لأغراض تافهة خسيسة، واعتبارت دبلوماسية مغرضة. ألا فلتسترد هذه الأمة الثقة بنفسها والايمان بمبادئها حتى تثبت جدارتها لمزاولة القوة في سبيل خير الإنسانية.

وأخيراً تتلخص مأساة (إنسان العصر الحاضر) عند إقبال في قوله:

العشق ينقصه والعقل ينهشه

لا يستطيع قياد العقل بالنظر

دور الكواكب لا يخفى على درك

لا يستطيع هدى في عالم الفكر

العشق هو الإيمان بالمبادئ العليا. والعقل هو التقدم في العلوم والفنون. والنظر هو العور بالمسئولية أمام الله.

محمد يوسف

<<  <  ج:
ص:  >  >>