للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المستهترة المبتذلة؛ لا يحسبن أحد كذلك، فإن المستمسكين بالفضيلة المعتزين بالآداب الإسلامية واقفون لهم بالمرصاد، مقاومون لهم بالحجة، مقارعون النبع بالنبع. فقد ظهرت في السنين الخمس الماضية طبقة من الأدباء الإسلاميين والشعراء الداعين إلى رصانة الأخلاق والمحافظة على الآداب الإسلامية والشرقية، ينشرون أفكارهم ونتاج قرائحهم في مجلات وصحف لهم خاصة، ولها انتشار في البلاد لا بأس به، ربما يفوق مجلات الشيوعيين من انتشار ورواج. والذين على رأس هذه الحركة هم الشاعر المبدع ماهر القادري، الذي يعد أكبر شاعر في باكستان بلا نزاع؛ والأديب نعيم الصديقي الذي ملك مشاعر الشباب بمحاضراته ومقالاته وقصائده الرنانة السائرة وغيرهما. والشاعر ماهر، على ذلك، يعد حجة في اللغة الأردية، وهو يحرر مجلة (فاران) الشهرية التي تصدر في العاصمة. أما الأديب نعيم الصديقي فهو أيضاً يشرف على تحرير مجلة شهرية راقية (جراغ راه - سراج الطريق)، تصدر في العاصمة نفسها. - هذا وجملة القول أن النزاع شديد عندنا اليوم بين الأدب الشيوعي والأدب الإسلامي، ولكل منهما مجلات وصحف وندوات وحفلات وأشياع.

هذه واحدة. والثانية أن الدكتور ذكر اللغة البنجابية المحلية وما لها من تأثير في (تطعيم) الأدب الأردي. والحال أن (البنجابية) لهجة محلية، لم يكن لها من صبغة أدبية تذكر. وأهل (بنجاب) هم الذين يحملون اليوم لواء الأدب الأردي ويدافعون عن حوزته؛ حينما تنكرت للغة الأردية الأرض - الهند - التي نبتت فيها وازدهرت واتت من كل زوج بهيج، ولا يكاد يقبل عليها ويتلقاها بالقبول سكان (بنغال) الذين يعتزون بلغتهم البنغالية المحلية المنحصرة في حدود مقاطعة بنغال؛ بل يريدون أن تكون لغة رسمية كالأردية. وغير خاف على اللبيب الفطن ما في هذا الاقتراح من بذر الشقاق والتفرق.

نعم، في سكان مقاطعة الحدود الشمالية الغربية عصبية شديدة للغتهم المحلية (بشتو)؛ ولكنها لغة محلية في طورها البدائي. ولولا تعصب أفغانستان لها واتخاذها منها لغة قومية بدل الفارسية لما كان لها شأن يذكر. ونحن واثقون من أن أولى الرأي والفكر من إخواننا سكان الحدود لا يزالون باذلين الجهد المستطاع في تعميم اللغة الأردية ونشرها في مدنهم وقراهم، حتى تعم اللغة الأردية سائر مدنهم وقراهم ويرفرف عليها لواؤها.

<<  <  ج:
ص:  >  >>