للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يا للهول!

لتنته هذه الحرب، لتنته هذه الحرب. . . ولنعد إلى هيلاس. . . . .)

وأرسلها أجاممنون خطبة طويلة تفيض بالحقيقة وتعترف بالواقع. . . فصادفت من قلوب الجند المعذبين هوى، ولقيت منهم استحسانا وتحبيذا، وطربت لها نفوسهم التي أضناها الحنين إلى الأوطان، وشفها التوق إلى لقاء الأهل، ونبذ نير هذه الغربة الطويلة التي أنهكت قواهم وأوهنت شبابهم

وفكر كل في أبنائه وأبويه وأحبائه، فهفت نفسه إلى الارتحال عن هذه الساحة المشجية، عسى أن يقضي الحقبة القصيرة الباقية من حياته الخريفية في راحة قلب وهناءة بال بين أهله وذويه. . .

لكن الآلهة لا تريد هذا!!

وكيف تنتهي حرب أثارها باريس بين ربات الأولمب في البدء؟!

أليس هو قد قضى في التفاحة لفينوس؟

إذن ففينوس تنصره، وهي لذلك تقيه هوان الهزيمة وذل الانكسار! ولكنه أين يهرب من حيرا سيدة الأولمب، التي وعدته نعيما وملكا كبيرا، إذا هو كان قد أعطاها التفاحة؟

لقد أسخطها بما لم يسخطها أحد به من قبل، وهي لذلك تصل ليلها بنهارها في تدبير السوء له، والكيد لوطنه وعشيرته وكل من يلوذ بهما!

ثم أيان يهرب من سخط مينرفا كذلك؟!

أليست مينرفا كذلك قد وعدته الحكمة التي لم يؤتها أحد من قبل، إذا كان قد قضى لها في التفاحة؟. . .

إن مينرفا هي الأخرى تتربص به السوء، وتود لو أظفرت به أعداءه فينكلون به، ويسقونه عذاب الهون، بما قضائه في التفاحة لفينوس!!

سمعت حيرا خطبة أجاممنون من علياء الأولمب، فأفزعها أن ينقاد الجند له، وهالها أن يستعد الجميع للرحيل!

فاستدعت إليها مينرفا، وخاطبتها بصدد ما قال قائد الهيلانيين، ثم اتفقتا على أن تذهب مينرفا إلى معسكر القوم فتلقى البطل المغوار أوليسيز، فما تنفك تحضه وتحرضه حتى

<<  <  ج:
ص:  >  >>