للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قد برى اعظم حزن أعظمي ... وغنى جسمي حاشا اصغري

أهو ابن الفارض؛ لأن البيتين مذكوران في قصيدته البائية المشهورة التي أولها: (سائق الإظعان يطوي البيد طي)؟ أم هو المستشرق المعروف (بالمر) كما ذكر الأستاذ عبد الوهاب الأمين في الرسالة (٤٨٦: ١٠٠٤)؟

أقول: لاشك أن هذين البيتين من شعر ابن الفارض، وانهما من يائيته المعروفة. والدليل الذي لا يقبل الشك في ذلك هو انهما موجودان في نسخة الديوان التي حررت وصححت بقلم ابن بنت الشيخ عمر بن الفارض نقلاً عن الشيخ كمال الدين محمد ابن عمر بن الفارض. وعلى هذه النسخة كتب الشيخ حسن البوريني شرحاً طويلاً كثير الفوائد واثبت هذين البيتين وشرحهما. وقد فرغ من شرح القصيدة اليائية سنة ١٠١٠هـ (١٦٠١م). وكذلك أثبتهما الشيخ عبد الغني النابلسي في شرحه وكتب عليهما وقد فرغ النابلسي من شرحه لديوان ابن الفارض سنة ١١٢٣هـ - ١٧١١م

فالبوريني شرح البيتين في ديوان ابن الفارض قبل مولد (بالمر) بنحو ٣٣٩ سنة، والنابلسي شرحهما قبل أن يولد هذا المستشرق بنحو ١٢٩ سنة

برهان الدين الدغستاني

كلمة أخيرة في اختلاف القراءات

ما كنت أريد أن أعود إلى الكتابة في موضوع اختلاف القراءات بعد كلمة الأستاذ الفاضل عبد العليم عيسى، ولكني قرأت كلمة للأستاذ الفاضل محمود عرفة يحاول فيها أن يحرف رأيي تحريفاً آخر إلى مذهب القائلين أن القرآن نزل بمعانيه دون ألفاظه وحروفه، وهو مذهب لم يحيي إلا على السنة بعض ذوي المقاصد السيئة من المستشرقين، مع أنه هو الذي اعتنق مذهب أولئك المستشرقين في كلمته الاولى، إذ حمل كل ما لا يدخل من القراءات في باب اختلاف اللهجات على التصحيف، ولم يفرق في ذلك بين قراءات شاذة ومتواترة

ولست أدري كيف يحرف الأستاذ محمود عرفة رأيي هذا التحريف، مع أنه لا يراد منه إلا توجيه هذه القراءات توجيهاً تظهر به الحاجة إليها في عهد النبوة، ويقطع الطريق على من

<<  <  ج:
ص:  >  >>