للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الدعوات السياسية لسهولة حفظه على الأميين وغير الأميين. وثانيهما أن الشعر قد شورك مشاركة قوية في بواعثه ودواعيه عند جمهرة القراء من غير طبقة السادة والعظماء. فإن جمهرة القراء يجدون اليوم منافذ كثيرة للتعبير عن العاطفة والترويج عنها في الروايات الممثلة والروايات المقروءة وما يذاع من الأغاني أو يحفظ في قوالب الحاكي ويردد في المحافل العامة، فضلاً عن الصحف والمجلات وسائر النشرات. وكل أولئك كان ميداناً للشعراء يوشك أن ينفردوا فيه.

ويلاحظ بعد هذه الملاحظة العابرة عن الشعر والنثر، أن نصيب القصة في الكتابة المنثورة آخذٌ في الازدياد والانتشار، وأن فن القصة العربية قد تقدم في الربع الثاني من القرن العشرين تقدماً لم يعرف له مثيل في ربعه الأول ولا في القرن الماضي الذي ازدهر فيه فن القصة بين الآداب العالمية. وفي بعض القصص التي تؤلف في هذه الفترة نزوعٌ إلى ما يسمى بالأدب المكشوف ترتضيه طائفة من قراء الجنسين، ولا يقابل بالرضى عنه من جمهرة القراء

ثم يلاحظ مع هذا أن الترجمة تنقص في هذا الربع الثاني وأن التأليف يزداد ويتمكن في كثير من الأغراض.

ولعل مرجع هذا إلى نمو الثقة بالنفس في الأمم العربية، وإلى ظهور طائفة من الكتاب يستطيعون الكتابة في موضوعات مختلفة، كانت وفقاً على الترجمة قبل ثلاثين أو أربعين سنة.

وهنا أيضاً يحسن بنا أن ننتظر أطوار الزمن قبل الحكم بدوام هذه الحالة أو زوالها وارتهانها ببعض الأسباب الموقوتة

لأن نشاط التأليف في السنوات الأخيرة قد يرجع إلى عوارض مستحدثة في الحرب العالمية الحاضرة، ومنها قلة الوارد من الكتب والمطبوعات الأجنبية، واتساع الوقت للقراءة واللُبث بالمنازل في الليالي التي قيدت بها الإضاءة ومواعيد السهر في الأندية العامة، ومنها ضمور حجم الصحف والمجلات وفرض الرقابة على المنازعات السياسية التي تشغل طائفة كبيرة من القراء، ومنها حالة الرواج التي يسرت أثمان الكتب لمن لم تكن ميسرة لهم قبل سنوات

<<  <  ج:
ص:  >  >>